السبت 3 مايو 2025 مـ 03:12 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الصفوة
«الصحة» تعلن فوز مستشفى صدر دمنهور بالجائزة الماسية من المنظمة الدولية للجلطات أمة الرحمن المطري: المراكز الصفية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي معسكرات تعبئة تخدم مشروعًا طائفيًا دخيلًا أحمد سيف: هل تخضع أوروبا للدب الروسي بعد عناد لمدة ثلاث سنوات؟ منتدى طابة للشباب ينظم جلسة نقاشية بعنوان ”ذاكرة الحياة” رحاب غزالة: عيد العمال تحية تقدير لكل من يرفع راية العمل والإنجاز صانع محتوى أحمد عيادة يبرز أهمية السوشيال ميديا ويكشف مفاتيح صناعة المحتوى المحترف شراكة علمية واستثمارية بين وديان وبحوث الصحراء لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة أسماء علي تكتب: نساء في التاريخ اليمني غزال المقدشية ملك المغرب يستقبل وزراء خارجية البلدان الثلاثة الأعضاء في تحالف دول الساحل جامعة أسيوط تكرم اسم الدكتور ماهر صلاح في مؤتمرها السنوي محمد عنتر: الدولة تعمل على تصنيع مكونات أجهزة توليد الطاقة الشمسية من الرمال السوداء عمرو عبده يطالب بإنشاء منطقة صناعية بالحسينية في الشرقية

أمة الرحمن المطري: المراكز الصفية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي معسكرات تعبئة تخدم مشروعًا طائفيًا دخيلًا

الأمين العام للشبكة اليمنية للحقوق والحريات
الأمين العام للشبكة اليمنية للحقوق والحريات

في خضمّ الحرب المستعرة في اليمن، لم تكتفِ مليشيا الحوثي بالسيطرة على مؤسسات الدولة، بل عمدت إلى إنشاء منظومة تعليمية موازية تحت مسمّى “المراكز الصفية”، وهي مراكز منتشرة بشكل مكثف في مناطق سيطرتها، تُستخدم كوسائل خطيرة لإعادة تشكيل وعي الأجيال، وغسل أدمغتهم، بما يخدم مشروعها الطائفي المرتبط مباشرة بالأجندة الإيرانية.

هذه المراكز لا علاقة لها بالتعليم الحقيقي، بل هي امتداد للمدارس العقائدية الإيرانية التي تُصدر الفكر الطائفي وتُغذّي العداء للمجتمعات السنيّة والدول العربية. يتم فيها تلقين الأطفال أفكارًا تتماهى مع الفكر الخميني، وتقديس قيادات الحوثي باعتبارهم “أولياء الله”، في استنساخ واضح لنموذج الحوزات المتطرفة في طهران وقم.

الخطورة لا تكمن فقط في تغييب التعليم الوطني، بل في بناء جيل جديد يرى العنف وسيلة مشروعة، ويحمل عداءً صريحًا لوطنه ومحيطه، ويُربّى على الولاء للمرجعية الإيرانية بدلاً من الانتماء اليمني. وقد وثّقت منظمات حقوقية، من بينها الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، العديد من الحالات التي جرى فيها تحويل الأطفال بعد هذه الدورات إلى مقاتلين في الجبهات، أو خطباء تعبويين يُبشّرون بالموت، ويُحرّضون على الفتنة.

إن المراكز الصفية اليوم تمثل حاضنة فكرية للحوثي ومشروعه الإيراني، وهي أخطر من أي سلاح تقليدي، لأنها تهدد الهوية اليمنية، وتمزق النسيج الاجتماعي، وتحول المدارس من منابر علم إلى معسكرات تعبئة طائفية.

المعركة اليوم لم تعد فقط عسكرية، بل باتت معركة وعي وهوية، وإذا لم ننتبه إلى ما يُزرع في عقول أطفالنا اليوم، فإننا سنُفاجأ غدًا بجيل منزوع الولاء، غريب عن تاريخه، ومبرمج لخدمة مشروع طائفي دخيل لا يمثل اليمن ولا أهله.

موضوعات متعلقة