الصفوة
الأحد 19 أكتوبر 2025 مـ 09:39 صـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الصفوة
حزب أبناء مصر يفصل الدكتور محمد والي ويقرر إحالة المتورطين في قائمة «بناة مصر» إلى النائب العام «من صوت المواطن.. لصوت القانون».. ريهام البطل صوت الناس في البرلمان وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى رئيس وزراء الهند بندوة الحزب الناصري.. مدحت بركات: السيسي انتصر للدبلوماسية المصرية وأوقف نزيف الحرب في غزة بحكمة القائد مدحت بركات يهنئ محمد أبو العلا بتعيينه عضوًا بالشيوخ: اختيار مستحق لقيادة وطنية مخلصة علياء إيهاب تحصد فضية «200 فراشة» ببطولة بلغاريا الدولية.. «صور» ابتهال القباطي.. بصمة تشكيلية يمنية تحمل ملامح الوطن في ألوانها رحاب غزالة تحصل على الماجستير في الدراسات السياسية والاستراتيجية مدحت بركات: الالتزام بالموقف الوطني أهم من المقعد طلاب «فنون جميلة الزمالك» يناشدون الرئيس بالتدخل لوقف قرار نقلهم إلى مقر آخر أمة الرحمن ناصر المطري تكتب: الـ14 من أكتوبر المجيد.. ذاكرة التحرير وبوصلة النصر القادم عبد الرحمن الصلاحي يكتب: مصر تقود العالم نحو السلام.. والعروبة تنتصر

“غادة الكاميليا”.. ملكة الجمال التي دفعت حياتها ثمنًا لصدق حبها

الحب.. أحد أهم العوامل التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة، فبدونه يتحول العالم إلى غابة تشوبها الكراهية التي قد تؤدي إلى القتل وسفك الدماء وقصة غادة الكاميليا، واحدة من أشهر القصص العالمية التي تعلمنا منها كيف يمكن أن يكون الحب الصادق.

أقتبس الكثيرون من السينمائيين أحداث أفلامهم الرومانسية من قصة غادة الكاميليا، لما تحويه من أجمل معاني الحب، وعلى الرغم من أن بطلة هذه القصة كان عملها الذي تعتمد عليه لجلب الرزق هو مزاولة “الدعارة”، إلا أنها وعندما خفق قلبها، كان حبها صادق نقي، لذلك لم لا تبحر معنا عزيزي القاريء لتعرف من هي بطلة غادة الكاميليا الحقيقية، وما هي أهم الظروف التي مرت بها في حياتها، لكي تتحول إلى ملكة يلهث وراءها الطبقة العليا في باريس.

ماري دوبليسيس، هذه هي بطلة قصتنا، بدأت معاناتها في طفولتها التي قضتها في قرية أورني نورماندي الفرنسية، فحينما كانت في الخامسة من عمرها، حينما رأت والدها وهو يحاول قتل والدتها، التي فرت، ولم تراها ماري بعد ذلك، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أجبرها أبيها على التسول من سكان القرى الريفية في فرنسا، وعلى الرغم من كل هذه المعاناة، لك المفاجاة عند معرفة بداية سيرها في طريق الرذيلة.

قبل أن تصل ماري إلى سن البلوغ، وهي لا تزال في المراهقة، كانت فائقة الجمال، وهو ما حرص أبيها على استغلالها، فقد سلمها لرجل مسن من إحدى القرى الفرنسية مقابل حفنة من المال، وذلك لمعاشرتها دون زواج.

بدأت ماري في علاقتها المحرمة مع المسن العجوز وعاشت معه لفترة، قبل أن تصل إلى مرحلة البلوغ، لكن وعندما بدأت علامات البلوغ، واجهاتها ماري بالصراخ وظلت تجري في كل مكان، وكانت تعتقد أن الدماء التي تنزف منها هي الإنتقام الإلهي منها بسبب الحياة المحرمة التي عاشتها مع الرجل العجوز.

يمكن القول أن ماري دوبليسيس، هي ضحية بشاعة وحقارة أب تجرد من الإنسانية، فعندما ظلت تصرخ من الدماء التي رأتها، جاءت سيدة من سكان قرية أورني نورماندي وشرحت لها ما تتعرض له، وإنها ببساطة بدأت في مرحلة البلوغ، وأخذتها معها لكي تعيش حياة طاهرة، لكن وبعد فترة قصيرة، جاء أبيها إليها ليوضح أنه وفر لها عمل في العاصمة الفرنسية في قلب المدينة، وعندما تمكن من أخذها، أحتجزها في كوخ لعدة أيام وأغتصبها عدة مرات.

مات أبيها بشكل مفاجيء، حزنت عليه كثيرا وظلت تبكي لدرجة جعلت المحيطين بها في قرية نورماندي، ممن يعرفون تاريخه معه منذ أن باعها وهي في مرحلة المراهقة وحتى ما تعمد ممارسته معها في الكوخ البسيط، وبعدها قررت ماري أن تستغل جمالها وأن لا ينالها إلا الأثرياء ممن يتمكنون من تحقيق متطللباتها، في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وباتت ماري دوبليسيس، أجمل ما عرف وكر الملذات للطبقة العليا في فرنسا.

خلال مشوار ماري دوبليسيس في الحياة، تعرفت على الكسندر دوماس فلس، واحد من أبناء الأثرياء في باريس، والذي حرصت على إقامة علاقة معه حرصا منها على الإستفادة منه ومن أمواله، لكن كانت هنا المفاجأة، فقد أحبته بشدة، لما يتمتع به من خصال طيبة، فوفقا للقصة التي ألفها الكاتب جوزيبي فيردي، الذي عاصر هذه القصة وقرر أن يتركها للأجيال يعرفون أهم ما تفاصيلها، فقد أنجذبت ماري إلى ألكسندر كونه تعامل معها بإنسانية في المقام الأول، وليست كونها مجرد جسم لإمرأة جميلة يريد أن يشبع رغبته معها.

يقول فيري أن ألكسندر أحب ماري بصدق لدرجة أنه قرر الزواج منها، لكن علم من لقب بـ “الرجل الأسطوري في فرنسا” أبيه دوماس فلس، الذي ذهب إليها وأكد لها أن علاقتها به سوف تكون سبب في إلحاق الأذى به وبمستقبله، فقررت ماري الإبتعاد عنه بعد أن أوهمته أنها لم تكن تحبه على الإطلاق.

رحل عنها حبيبها لتعيش الأمرين، معاناة ترك حبيبها لها، الذي لم يلمسها أحد من بعده ومعاناة المرض، حيث أصابت بالربو وظلت مريضة لفترة، وحينما علم أبيه أعترف لأبنه بكل شيء وطالبه بأن يذهب لها علها ترتاح قليلا مما هي فيه، فركض ألكسندر لتموت حبيبته بين ذراعيه.

يقول الكاتب جوزيبي فيردي، أن كل من عرف ماري تأكد من طيبة قلبها وبراءتها وصفاتها الطفولية، مؤكدا أن معرفته بها جعلته على يقين من أنه ولولا الظروف التي مرت بها، التي لم تكن هي المتسببة فيها لما كان هذا هو مصيرها.