الصفوة
الإثنين 13 أكتوبر 2025 مـ 01:41 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الصفوة
عبد الرحمن الصلاحي يكتب: مصر تقود العالم نحو السلام.. والعروبة تنتصر صدور رواية «الضفة الشرقية للنهر» للدكتور أحمد عمران عن دار المعارف المصرية جمعية الشبان المسيحية ومؤسسة أيقونة الخير تكرمان أبطال حرب أكتوبر الثلاثاء.. رحاب غزالة تناقش رسالة ماجستير حول تأثير الأحزاب على الاستقرار السياسي إبراهيم فرج مديرا للتسويق بالاتحاد المصري للفعاليات الرياضية انطلاق رالي ”Fly In Egypt 2025” بمشاركة 13 دولة لتعزيز السياحة الرياضية والأنشطة الجوية مدحت بركات يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بغزة: انتصار للصمود الفلسطيني وفشل لمشاريع الاحتلال اللواء هشام أبو النصر يناقش مشاكل الفلاحين.. والأبجيجي يعلن إقامة معرض زراعي شامل بأسيوط مدحت بركات: دعم الدولة أولوية.. ونثق في اختياراتها لخدمة المصلحة الوطنية رئيس هيئة قناة السويس يكشف عن تفاصيل عبور جديد على ضفة الممر الملاحي بالتزامن مع احتفالات أكتوبر وزيرة التنمية المحلية تشهد احتفالية الجامعة الألمانية الدولية بتخريج دفعة جديدة من الطلاب وزير التموين: التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص يعزز بناء منظومة تجارة داخلية حديثة ومستدامة

عبد الرحمن الصلاحي يكتب: مصر تقود العالم نحو السلام.. والعروبة تنتصر

عبد الرحمن الصلاحي
عبد الرحمن الصلاحي

على ضفاف النيل الخالد حيث تتعانق الحضارات وتلتقي إرادات الأمم، تواصل القاهرة أداء دورها التاريخي في قيادة الموقف العربي وصياغة التوازن الدولي، وهي تحمل على عاتقها رسالة العروبة وقضيتها المركزية الأولى - القضية الفلسطينية، وفي هذه اللحظة الفارقة من التاريخ، تتصدر مصر المشهد العالمي كقلبٍ نابضٍ للسلام، وكصوتٍ للعقل والحكمة في زمنٍ تتشابك فيه المصالح وتغيب فيه البوصلة الأخلاقية.

لقد أستطاعت القاهرة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تعيد الإعتبار للسياسة كفنٍّ للكرامة وأن تثبت للعالم أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُصنع بالإرادة والسيادة والمسؤولية، ومن مدينة شرم الشيخ، عاصمة السلام التي لطالما أحتضنت مؤتمرات العالم، أطلقت مصر تحركها الدبلوماسي الكبير لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني، ومنع التهجير القسري، وإعادة النازحين إلى بيوتهم، وتأمين الممرات الإنسانية الآمنة، في إطار رؤية شاملة تعيد للإنسان الفلسطيني حقه في الحياة الكريمة فوق أرضه.

لقد واجهت القاهرة واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في تاريخ المنطقة لكنها أختارت أن تكون جزءاً من الحل لا من المشكلة، فبادرت بالوساطة والتحرك والتنسيق مع مختلف الأطراف، وحافظت على موقفها الثابت بأن التهجير خط أحمر، وأن أمن مصر من أمن فلسطين، وأن أي مساس بهوية الأرض الفلسطينية هو تهديد مباشر للأمن القومي العربي بأسره ، وفي ظل ضغط دولي متشابك أستطاعت الدبلوماسية المصرية أن تفرض على القوى الكبرى إعادة النظر في مواقفها، والقبول بالرؤية المصرية للسلام كخيار وحيد واقعي للخروج من دوامة الحرب.

بهذه الخطوات الشجاعة فرضت مصر حضورها من جديد كقوة عقلانية مؤثرة، لا تفاوض من موقع التبعية، بل من موقع السيادة والريادة ، ولقد جمعت بين حزم المبدأ ومرونة السياسة، فكانت كمن يمسك خيوط العاصفة بثباتٍ وهدوء، تدير الأزمة بعقل الدولة العريقة التي تعرف متى تتكلم ، ومتى تفتح باب الحوار ومتى تغلقه في وجه المساومات.


في خضمّ العاصفة برز الرئيس عبد الفتاح السيسي كقائدٍ للسلام العربي، يقف بثباتٍ أمام رياح الظلم ودوّامة العنف، ويعلنها للعالم بوضوحٍ لا لبس فيه: «أمن مصر خط أحمر، وتهجير الفلسطينيين خط أحمر». كلماتٌ دوّت في العالم كله، أعادت تعريف معنى السيادة العربية، وأحيت في ضمير الأمة روح العزة والكرامة ولقد كانت هذه الكلمات إعلاناً لمرحلة جديدة في التاريخ العربي، تُبنى فيها القيادة على الثبات الأخلاقي قبل حسابات المصالح.

لقد أدركت الشعوب العربية ومعها كثير من الأصوات الدولية أن القاهرة لم تدافع عن فلسطين وحدها، بل عن الضمير الإنساني ذاته، وعن مبدأ العدالة الذي كاد أن يُمحى من قواميس السياسة الحديثة.


ومن هنا تعالت الدعوات إلى منح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي جائزة نوبل للسلام، إعترافاً بدوره التاريخي في حماية المدنيين، ومنع الكارثة الإنسانية، وفرض لغة العقل وسط جنون القوة. لم تكن تلك الدعوات من قبيل المجاملة السياسية، بل كانت تقديراً واقعياً لزعيم أستطاع أن يمنع إنزلاق المنطقة إلى حربٍ إقليمية شاملة، وأن يقدّم نموذجاً جديداً للقيادة المسؤولة التي تصنع السلام من موقع القوة لا الضعف.


وفي مشهدٍ يختصر قرناً من النضال المشترك، رفرفت الأعلام المصرية في شوارع غزة يرفعها الفلسطينيون لا كرمزٍ مؤقت، بل كتعبيرٍ عن الامتنان والوفاء، وعن وحدة المصير بين ضفتي النيل وغزة البحر، وذلك العلم لم يكن مجرد رايةٍ سياسية، بل راية وجدانٍ عربي واحد، تؤكد أن العروبة ليست حدوداً مرسومة على الخرائط، بل دماء تجري في العروق وروح لا تموت. وما دام في مصر قلبٌ ينبض بالعروبة، فلن تنطفئ شعلة الكرامة في هذه الأمة.

إن ما تقوم به مصر اليوم هي معركة وعي وإرادة ، وإنها معركة الكلمة الصادقة في مواجهة تزييف الحقائق، ومعركة الضمير في وجه الازدواجية الدولية، ومعركة السلام في وجه ثقافة القوة ومن خلال إدارتها الحكيمة لهذه الأزمة، أثبتت القاهرة أن القيادة الحقيقية لا تقوم على الصخب الإعلامي، بل على القدرة على تحقيق التوازن بين المبادئ والنتائج، وأن الدفاع عن الحق لا يتعارض مع السعي إلى السلام، بل هو جوهره ومعناه الأصيل.


أيها العرب في كل أرض أيها الأحرار في كل ساحة هذا زمن مصر وزمن العروبة التي تنهض من جديد من تحت رماد الألم لتصنع فجراً جديداً للأمة.


إنها مصر التي لم تنحنِ يوماً ولن تنكسر ما دام النيل يجري ومآذنها تصدح بالحق وجيشها يحرس العروبة بعيون لا تنام.

لقد كتب التاريخ لمصر مرة أخرى دورها المقدّس في حماية المنطقة وصون الهوية، وأثبتت للعالم أن الأمة العربية، مهما تفرقت أقطارها، تملك في مصر عمودها الفقري وركيزتها الكبرى، ومن ضفاف النيل إلى شواطئ غزة، تمتد رسالة القاهرة لتقول للعالم أجمع إن السلام لا يُشترى، والكرامة لا تُمنح، والسيادة لا تُساوم. ومهما تبدلت الموازين ستبقى مصر هي الأمة وستبقى الأمة بخير ما دامت مصر بخير، تفيض على العرب عزةً، وعلى العالم سلاماً، وتكتب بمداد النيل فجرًا جديدًا للإنسانية.


المهندس / عبد الرحمن عبد الله الصلاحي
مدير وحدة الدراسات العلمية والبيئية والاستثمار
مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية – الجمهورية اليمنية