الصفوة
الأربعاء 31 ديسمبر 2025 مـ 10:22 مـ 11 رجب 1447 هـ
موقع الصفوة
بسمة السليمان: الفن ذاكرة إنسانية مفتوحة.. والهوية تُصاغ بالفعل الثقافي لا بالاقتناء مدحت بركات يكتب: الاستقرار السياسي ثمرة انتخابات منظمة الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يشارك باحتفالية «عقيدتي» ويشيد بدورها التنويري والتثقيفي في بناء الوعي مدحت بركات يكتب: الاستقرار التشريعي.. لماذا تحتاج الانتخابات إلى قواعد ثابتة؟ حزب أبناء مصر: أي اعتراف بصوماليلاند اعتداء على أمن مصر مدحت بركات يكتب: دور الإعلام.. بين التوعية وتهدئة المشهد محمد عمر يكتب: دعم الشرعية ووحدة اليمن الدكتورة أسماء علي المقدشي تكتب: الزنجبيل والتنفس.. تجربة شخصية تفتح باب التساؤل العلمي مدحت بركات يكتب: القواعد الواضحة.. أساس انتخابات مستقرة رئيس الوزراء يتابع موقف تسليم وتشغيل المشروعات المُنفذة ضمن المرحلة الأولى بـ«حياة كريمة» مدحت بركات يكتب: المشاركة السياسية.. كيف نعيد الثقة للمواطن؟ اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الإيراني

بسمة السليمان: الفن ذاكرة إنسانية مفتوحة.. والهوية تُصاغ بالفعل الثقافي لا بالاقتناء

بسمة السليمان
بسمة السليمان

بعد تصنيفها ضمن أكثر 200 شخصية تأثيرًا في عالم الفن عالميًا 2025.. راعية الفنون السعودية تواصل بناء الجسور بين الإنسان والإبداع

في المشهد الفني العربي والدولي، تمثل بسمة السليمان نموذجًا مختلفًا لراعية الفنون؛ نموذجًا يتجاوز حدود الاقتناء إلى الفعل الثقافي، ويتعامل مع الفن بوصفه مسؤولية إنسانية ووسيلة لردم الفجوات بين الشعوب والثقافات. هذا الدور الريادي تُوّج مؤخرًا بتصنيفها ضمن أكثر 200 شخصية تأثيرًا في عالم الفن لعام 2025 وفق مجلة Art News العالمية، اعترافًا بمشروعها الثقافي الممتد، وبمتحفها الافتراضي الرائد BASMOCA.

في هذا الحوار، نتوقف مع بسمة السليمان عند البدايات، والرؤية، ودلالات هذا التكريم العالمي، ودور الفن في بناء الذاكرة والهوية، ومستقبل المشروع عربيًا ودوليًا.

«الفن لم يدخل حياتي صدفة.. بل كاكتشاف مبكر للذات»

• هل تتذكرين اللحظة الأولى التي شعرتِ فيها بأن الفن سيكون جزءًا أساسيًا من حياتك؟

أتذكرها بوضوح. كنت في الثامنة من عمري عندما زرت معرض الفنانة السعودية الرائدة صفية بنت زقر مع والدتي في جدة. وقفت أمام لوحة لفتاة بدوية، وشعرت بانجذاب عميق لا يُنسى. طلبت شراء اللوحة وعلّقتها قرب سريري. لم يكن ذلك اقتناءً بقدر ما كان بداية علاقة وجدانية مع الفن، أدركت معها أن العمل الفني يمكن أن يكون مرآة للهوية ووسيلة لفهم الإنسان.

«من الشغف إلى الوعي.. ثم إلى المسؤولية الثقافية»

• كيف تطور هذا الشغف لاحقًا؟

مع الدراسة والسفر والانفتاح على ثقافات متعددة، تحول الشغف إلى وعي. درست الأدب الإنجليزي، ثم حصلت على دبلوم في الفن الحديث والمعاصر من Christie’s Education في لندن. تنقلت بين العواصم الثقافية، وبدأت أرى الفن كمنظومة متكاملة: فنان، ومتلقي، ومؤسسة، وسياق. عندها تساءلت: كيف يمكن للفن العربي أن يُقدَّم عالميًا دون أن يفقد صوته؟ من هنا بدأت فكرة المشروع.

«BASMOCA.. متحف بلا جدران وذاكرة بلا حدود»

• لماذا اخترتِ تأسيس متحف افتراضي منذ 2011؟

كنت أؤمن بأن حبس الأعمال الفنية داخل الجدران يحدّ من أثرها. أردت منصة ديمقراطية، مفتوحة، تتجاوز الجغرافيا والنخبوية. BASMOCA كان أول متحف افتراضي في العالم يعرض مجموعة خاصة بتقنيات رقمية غامرة. لم يكن خيارًا تقنيًا فقط، بل موقفًا ثقافيًا يرى أن الفن حق إنساني، وأن الوصول إليه يجب ألا يكون امتيازًا.

«التصنيف العالمي.. اعتراف بقيمة الفكرة لا باسم صاحبها»

• ماذا يعني لكِ تصنيفك ضمن أكثر 200 شخصية تأثيرًا في عالم الفن؟

أراه تكريمًا للفكرة قبل الشخص. هذا التصنيف من Art News أكد لي أن المبادرات القادمة من منطقتنا قادرة على التأثير عالميًا إذا امتلكت الصدق والرؤية. هو تقدير لمسار طويل من العمل الثقافي غير الربحي، وحافز لمضاعفة الجهد في دعم الفنانين، وبناء بنية ثقافية مستدامة.

«مجموعتي الفنية حوار بين العالم والشرق الأوسط»

• كيف تصفين توجه مجموعتك الفنية؟

مجموعتي تمزج بين الفن المعاصر العالمي وفن الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بالفنانين السعوديين. تضم أعمالًا لفنانين عالميين مثل غرهارت ريختر، ديفيد هوكني، بيل فيولا، إل أناتسوي، بريدجيت رايلي، وغيرهم، إلى جانب فنانين من المنطقة. لا أبحث عن الجمال فقط، بل عن العمل الذي يطرح سؤالًا ويعكس زمنه.

«دعم الفن السعودي.. بناء جسور لا ترويج أسماء»

• ما جوهر دورك في دعم الفنانين السعوديين؟

الدعم الحقيقي ليس في العرض فقط، بل في بناء جسور فكرية ومؤسسية. سعيت منذ البداية إلى إتاحة الفرص للفنانين السعوديين للظهور في سياقات دولية. عُرضت أجزاء من مجموعتي في معهد العالم العربي بباريس، وأقيم معرض «ما بين الداخل» في العُلا، كما أُعيرت أعمال من مجموعتي إلى مؤسسات كبرى مثل المتروبوليتان، والبريطاني، والسمثسونيان، وLACMA.

«الفن الرقمي ليس بديلًا.. بل لغة عصر»

• كيف تنظرين إلى الفن الرقمي والتفاعلي؟

الفن الرقمي امتداد طبيعي لتحولات الإنسان المعاصر. لا أرى تعارضًا بين التقنية والروح، بل توسعًا لأفق التعبير. في BASMOCA صممنا تجربة ثلاثية الأبعاد لأننا نؤمن بأن المتلقي شريك في العمل الفني، لا مجرد مشاهد.

«المرأة العربية اليوم تعيد تعريف المشهد الفني»

• ما تقييمك لحضور المرأة في الفن؟

المرأة العربية كانت دائمًا حاضرة، لكن اليوم أصبحت في قلب المشهد. الفنانات وراعيـات الفنون يقدمن رؤى جديدة ويطرحن أسئلة جريئة حول الهوية والمجتمع. هذا الحضور ليس إضافة شكلية، بل إعادة صياغة للمشهد الثقافي.

«الفن كفعل إنساني وذاكرة شخصية»

• تحمل مجموعتك بعدًا إنسانيًا خاصًا، كيف تصفينه؟

المجموعة ليست اقتناءً فقط، بل تكريم لذكرى ابني الراحل محمد الجفالي. الفن كان وسيلتي لتحويل الفقد إلى معنى، والحزن إلى فعل إنساني نافع. لهذا أؤمن بأن للفن قدرة على الشفاء، وعلى منح الذاكرة شكلًا خالدًا.

«المستقبل: تعليم، وصول أوسع، وبناء أثر مستدام»

• ما أبرز ملامح المرحلة المقبلة؟

نعمل على تطوير BASMOCA ليكون أكثر تفاعلية، وإطلاق برامج تعليمية للأطفال، وتنظيم معارض متنقلة، مع استمرار التزامي بالعمل الثقافي غير الربحي. هدفي الدائم هو توسيع الوصول إلى الثقافة، وبناء جسور بين الفن والناس، وبين الذاكرة والمستقبل.

موضوعات متعلقة