الصفوة
الأحد 12 أكتوبر 2025 مـ 11:31 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الصفوة
عبد الرحمن الصلاحي يكتب: مصر تقود العالم نحو السلام.. والعروبة تنتصر صدور رواية «الضفة الشرقية للنهر» للدكتور أحمد عمران عن دار المعارف المصرية جمعية الشبان المسيحية ومؤسسة أيقونة الخير تكرمان أبطال حرب أكتوبر الثلاثاء.. رحاب غزالة تناقش رسالة ماجستير حول تأثير الأحزاب على الاستقرار السياسي إبراهيم فرج مديرا للتسويق بالاتحاد المصري للفعاليات الرياضية انطلاق رالي ”Fly In Egypt 2025” بمشاركة 13 دولة لتعزيز السياحة الرياضية والأنشطة الجوية مدحت بركات يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بغزة: انتصار للصمود الفلسطيني وفشل لمشاريع الاحتلال اللواء هشام أبو النصر يناقش مشاكل الفلاحين.. والأبجيجي يعلن إقامة معرض زراعي شامل بأسيوط مدحت بركات: دعم الدولة أولوية.. ونثق في اختياراتها لخدمة المصلحة الوطنية رئيس هيئة قناة السويس يكشف عن تفاصيل عبور جديد على ضفة الممر الملاحي بالتزامن مع احتفالات أكتوبر وزيرة التنمية المحلية تشهد احتفالية الجامعة الألمانية الدولية بتخريج دفعة جديدة من الطلاب وزير التموين: التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص يعزز بناء منظومة تجارة داخلية حديثة ومستدامة

أسماء علي تكتب: الفن والهوية العربية

تعبيرية
تعبيرية

في عصر السرعة والتكنولوجيا أصبح الفن هو رسالة هذا الزمن النافذة التي تُطل منها الشعوب على العالم، والصوت الذي يعبر عن ملامح الهوية والثقافة والتاريخ.

لكن في هذا المشهد المتسارع هناك من أدرك قوة الفن ووظّفه لتعزيز هويته الوطنية والثقافية، وهناك من تجاهل هذا الدور الجوهري، فاندمج في تيارات تغرّب الفن وسلخته من جذوره.

الفن العربي وهويته... بين الحضور والتغييب

العرب يحملون إرثًا حضاريًا عظيمًا وثقافة غنية ومتنوعة غير أن هذا الإرث لم يُستثمر كما يجب في كثير من الأعمال الفنية.
في التسعينات عرفت الساحة العربية فنًا راقيًا وجميلاً كانت فيه الأعمال تُظهر الجوانب الإنسانية والاجتماعية، لكنها – للأسف – لم تُسلط الضوء بشكل كافٍ على الهوية العربية الجامعة، ولا على اللغة العربية كلغة فخر واعتزاز ومع أن هناك محاولات بارزة، مثل أغنية "وطني الأكبر"، إلا أن الأغلب لم يُقدّم الهوية العربية كعنوان رئيسي.

ومصر أرض الكنانة كانت ولا تزال مدرسة الفن العربي مسلسلاتها مثل "رأفت الهجان"، "المال والبنون"، و"ليالي الحلمية"، كانت تحكي عن الانتصارات عن القيم عن الجمال الحقيقي في الشارع المصري، وكانت بمثابة مرآة تعكس تفاصيل الحياة والعادات الجميلة.

لكن في الوقت الراهن بدأ التركيز ينزاح نحو السلبيات وأصبحت بعض الأعمال تُضخّم ما يمثل فقط نسبة ضئيلة من الواقع، متجاهلة التقدم الكبير الذي تشهده مصر اليوم في مختلف المجالات.

دور الفن الآن؟

الفن العربي اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن يكون حاملًا للهوية ناقلًا للحضارة ورافعًا للغة العربية في كل منصات الضوء والصوت وهنا يأتي دور الدول.

مصر والمملكة العربية السعودية هما اليوم في طليعة المشهد الفني العربي، تدركان قوة الفن وتستخدمانه كوسيلة لبناء وعي الأجيال وترسيخ الانتماء وتعزيز الصورة الإيجابية عن الأوطان.

لكن المؤلم أن بعض الأعمال أصبحت تُترجم عن دراما أجنبية أو تُستلهم من فنون أخرى دون مراعاة للهوية حتى اللافتات والحوارات خرجت من العربية إلى لغات أخرى مما يشكل خطرًا على المدى البعيد.

الحل؟ صناعة إعلامية وهوية بصرية عربية ماذا لو تم إنشاء مدينة إعلامية عربية كبرى؟تجمع ثقافات الدول العربية وتحاكي ملامح المدن الكبرى من الخليج إلى المحيط؟ ماذا لو أنتجنا أعمالًا تسلط الضوء على حضاراتنا العريقة، من الأندلس إلى صنعاء، ومن بغداد إلى القاهرة بأساليب حديثة وتقنيات متطورة لتصبح أعمالنا نافذة يطل منها العالم على عراقة الأمة؟.

هناك مشاريع جبّارة يمكن تنفيذها لتكون بديلًا متفوقًا على هوليوود مثلًا ملاهي ترفيهية عربية للأطفال تنقل العادات والتقاليد بأسلوب ممتع وبصري مذهل أعمال كرتونية وسينما موجهة للأطفال والشباب تظهر أزياءنا ولهجاتنا وموسيقانا وتربط الأجيال بهويتهم لا بالثقافات المستوردة.

الفن قادر أن يُغير الصورةأن يكتب التاريخ الحديث بلغة الجمال فلماذا نعرف تركيا من خلال مسلسلاتها، ولا نُعرف العالم بعظمة بغداد، أو جمال صنعاء، أو حضارة دمشق أو بهاء القاهرة؟ الفن قوة ناعمة إن استُخدمت بشكل صحيح يمكنها أن تصنع المستحيل وأن تُعيد رسم صورة الوطن العربي في عيون أبنائه أولاً ثم في عيون العالم.

كل فنان عربي كل مخرج وكاتب أو منتج يحمل مسؤولية أخلاقية وثقافية تجاه هذه الهوية ،نحن لا نُطالب بالفن المؤدلج ولكن نريد فنًا يفتخر بانتمائه إلينا ويعبر عن الثقافة العربية الأصيلة.

موضوعات متعلقة