الصفوة
الخميس 15 مايو 2025 مـ 08:15 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الصفوة
د. رحاب عبد المنعم غزالة تكتب: مصر قلب العروبة النابض.. وإرادتها لا تُشترى وزير الإسكان ومحافظ الشرقية يختتمان جولتهما بتفقد محطة تنقية مياه شرب العزيزية بمنيا القمح رحاب غزالة: زيارة ترامب إلى السعودية تحولات استراتيجية وعوائد متبادلة الإرياني: تحية شكر وإجلال للرئيس عبد الفتاح السيسي غضب في سفنكس الجديدة.. اتهامات لرئيس الجهاز بالتعنت وتضليل القرار الجمهوري الأرض بتتكلم غضب.. ملاك سفنكس ينتفضون والاعتصام يبدأ الأربعاء ضد رئيس الجهاز وزير الزراعة يبحث مع مدير معهد سيام باري بإيطاليا تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي الزراعي رئيس الهيئة العربية للتصنيع يتفقد أعمال إنشاء مصانع تدوير المخلفات الصلبة بكفر الشيخ وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون في ملف التنمية البشرية التعليم: إتاحة أرقام جلوس الدبلومات الفنية ومقر اللجان على موقع الوزارة وزيرة التخطيط تستقبل رئيس البنك الإفريقي للتنمية «البشاري» شركة مصرية متخصصة فى فرز وتجميد وتعبئة وتصدير الفاكهة المجمدة والفريش

رحاب غزالة: زيارة ترامب إلى السعودية تحولات استراتيجية وعوائد متبادلة

نائب رئيس حزب أبناء مصر – أمينة المرأة
نائب رئيس حزب أبناء مصر – أمينة المرأة

في ظل عالم تتسارع فيه التحولات السياسية والتحالفات الاقتصادية، جاءت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية لتؤكد من جديد أن الخليج العربي لا يزال في قلب اهتمام واشنطن، وأن الرياض تظل لاعبًا محوريًا في رسم خريطة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

لقد حملت زيارة ترامب دلالات متعددة، أبرزها ذلك الاستقبال الرسمي الحافل، الذي لم يكن مجرد مراسم بروتوكولية، بل كان رسالة صريحة بأن المملكة تتعامل بندية وثقة مع أكبر قوة في العالم. كانت الصفقات الموقعة، التي تجاوزت قيمتها مئات المليارات من الدولارات، شهادة على متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ونيّة السعودية المضي قدمًا في تحديث قدراتها الدفاعية وتعزيز اقتصادها بما يخدم رؤيتها الوطنية الطموحة.

لكن ما يلفت النظر في هذه الزيارة، أنها لم تكن تقليدية أو بروتوكولية فحسب، بل جاءت ضمن إطار سياسي أوسع، تمثل في انفتاح أمريكي غير مسبوق على ملفات كانت شائكة لعقود، مثل الأزمة السورية، التي أعلن ترامب رفع العقوبات عنها في خطوة مفاجئة. وهذا الإعلان، الذي انطلق من الرياض، يعكس المكانة المتقدمة التي أصبحت تتمتع بها السعودية كقوة إقليمية قادرة على التأثير في قرارات دولية كبرى.

من جهة أخرى، فإن التحول في الخطاب الأمريكي خلال الزيارة، لا سيما في ما يتعلق بالقضايا العربية، يُبرز مرحلة جديدة من الواقعية السياسية، حيث تبحث واشنطن عن حلفاء موثوقين في ظل التحديات العالمية المعقدة، من الاقتصاد إلى الأمن والذكاء الاصطناعي.

غير أن الزيارة، رغم ما حملته من إيجابيات، أثارت أيضًا تساؤلات مهمة في الأوساط السياسية العربية، وعلى رأسها غياب ملفات محورية كالقضية الفلسطينية عن جدول المباحثات العلنية، وغياب مصر – بثقلها التاريخي والجغرافي والسياسي – عن خريطة الزيارة. وهو ما يجب أن يدفعنا كعرب، ليس إلى التذمر، بل إلى مراجعة أدواتنا الدبلوماسية وتنسيق مواقفنا لتحقيق التوازن في علاقاتنا مع القوى الكبرى.

ختامًا، فإن زيارة ترامب إلى السعودية كشفت أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة، عنوانها المصالح الذكية والتحالفات الاستراتيجية التي تقوم على تبادل المنفعة والمكانة. والسؤال الذي يبقى مطروحًا: هل نحن كعرب مستعدون لهذه المرحلة، موحدون في رؤيتنا، حريصون على دورنا، وواعون بأدواتنا؟ الإجابة تبدأ من الداخل.

موضوعات متعلقة