الصفوة
الخميس 18 سبتمبر 2025 مـ 01:39 صـ 24 ربيع أول 1447 هـ
موقع الصفوة
وزير الإسكان يصدر حركة تغييرات بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدة مهرجان الشباب العالمي في نوفغورود.. المستقبل المشترك يبدأ من هنا مؤسسة طابة تناقش الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني نحو تأصيلٍ واعٍ لبنية الخطاب مفتي الهند يرحب بموقف بلاده في الأمم المتحدة الداعم لإقامة دولة فلسطينية إقبال واسع على جناح ”المصرية للتنمية الزراعية والريفية” في معرض صحاري الدولي 2025 رئيس الوزراء يلتقي مسئولي «سيمنز» لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك وزير الخارجية يلتقي نظيره التركي على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة وزير الخارجية يلتقي نظيره الكويتي على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة رئيس الوزراء يتفقد الممشى السياحي وزير الخارجية يتوجه إلى الدوحة مواعيد مباريات اليوم الجمعة 12 سبتمبر في الدوري الممتاز وزير قطاع الأعمال يزور شركة العبوات والمستلزمات الطبية بالعاشر من رمضان

مدحت بركات يكتب: لا.. ولكن

عندما خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه يوم الغضب الطاهر في ٢٨ يناير وصرخ بعزم قلبه : «الشعب يريد اسقاط النظام» كان يقصد سقوط كل النظام بجميع أشكاله ورموزه وإداراته وهيئاته، والأهم من كل هذا دستوره البغيض.


إسقاط النظام لم يكتمل ولن يكتمل إلا بإسقاط دستوره، فكيف نأتى ونعيد الدستور من جديد وبأيدينا نذهب ونعيد احياء من توفاه الله، ونعيد للوجود من راح ضحيته ۸۰۰ شهيد، ونرجع من حكمنا ظلما وزورا وبهتانا.


الثورة أسقطت الدستور.. ودفنت الدستور.. ومزقت الدستور.. فكيف نذهب ونقول نعم للتعديلات الدستورية التي تبعثه من مرقده ومثواه الأخير؟!.


هل يعقل بعد أن قدمنا كل هذه التضحيات وكل هؤلاء الشهداء الأبرار الطاهرين وكل المصابين والجرحى الذين لا يزال بعضهم يعالج حتى الآن أن نقول كفاية كدا.. أن نقول نمشى حالنا بشوية تعديلات.. أن نقول خلى عجلة الإنتاج تمشى بقى.. أن نقول خلى الحياة تسير وكأن من مات ومن اصيب ليسوا مصريين وليسوا شرفاء وليسوا اجدر بالاحترام من أى إنسان على وجه الأرض.


كيف نذهب ودماء هؤلاء لم تبرد بعد تنتفاوض على الحصول على بعض الفتات للحصول على بضعة تعديلات، على قليل من المكاسب؟ رغم أن بمقدورنا أن نحصل على المكاسب كلها، بمقدورنا أن نحقق المطالب كلها، بمقدورنا أن ننتزع حريتنا كلها وكرامتنا كلها.


من العار أن نتفاوض على قليل من الحقوق ونحن نستطيع أن نحصل عليها جميعها.. هذا يا سادة ضعف.. وهوان.. ويأس من رحمة الله.. ويأس من قدرة المصريين التي اثبتت انها فوق كل خيال، والتى اجبرت العالم كله على احترامها والانحناء لعظمتها ورقيها.
كيف نقول إن نعم هذه تساوى الاستقرار؟
كيف نقول إن نعم هذه تساوى التنمية والبناء؟
كيف نقول إن نعم هذه تمنحنا القدرة على الإنجاز وتحقيق المطالب؟


يا سادة، نصف الثورة هلاك للثورة.. التفاوض على الثورة يقتل الثورة.. الرضا بالمتاح ينسف ما هو بالإمكان الحصول عليه، لن نستبدل دكتاتورا بآخر.. لن نستبدل طاغية بآخر.. لن نستبدل ظالما بآخر.. لن نستبدل دستورا مهلهلا وبغيضا بتعديلات سقيمة وتافهة لا تحقق طموح الثوار ولا طموح شعب من الثائرين الأحرار.
لا وألف لا لتعديلات دستورية تحت شعار «مشى حالك».
لا وألف لا لتعديلات دستورية تدوس بالأقدام على دماء الشهداء.
لا وألف لا لتعديلات دستورية معيبة لا ترقى لشعب فى العصور الوسطى.
لا وألف لا لتعديلات دستورية قدمها لنا النظام السابق لينقذ نفسه من غضبة الشعب المصرى الثائر.
نعم وألف نعم لدستور جديد يليق بهذا الشعب العظيم.