الصفوة
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 مـ 09:06 صـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الصفوة
البروفيسور أحمد عباس نوير.. رحلة عِلم ونهضة مؤسسية في التكنولوجيا الحيوية بمصر وزير الخارجية يلتقي نظيره العُماني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وزير الخارجية يلتقي نظيره العراقي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة محمد عطية: إعادة قانون الإجراءات الجنائية يعزز العدالة ويواكب التطوير التشريعي انطلاق مهرجان الجونة للألعاب المائية ”wakeboard kite surf” في نسخته الخامسة الأعلى للإعلام يحيل واقعة قناة «العاصمة الجديدة» إلى النيابة العامة إعلان نتائج تقليل الاغتراب لطلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM ومدارس النيل الثانوية الدولية رئيس الوزراء يناقش مع وزير الدولة السعودي حزمة استثمارات سعودية بمصر رئيس كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف ووكيل الأزهر ومفتي الديار المصرية تحالف الأحزاب المصرية يعلن تشكيل الاتحاد الاقتصادي للتحالف وزير الإسكان يصدر حركة تغييرات بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدة مهرجان الشباب العالمي في نوفغورود.. المستقبل المشترك يبدأ من هنا

البروفيسور أحمد عباس نوير.. رحلة عِلم ونهضة مؤسسية في التكنولوجيا الحيوية بمصر

البروفيسور أحمد عباس نوير
البروفيسور أحمد عباس نوير

البروفيسور أحمد عباس نوير.. رحلة عِلم ونهضة مؤسسية في التكنولوجيا الحيوية بمصر
في مسيرة بناء الدولة المصرية الحديثة وفي زمن تُصاغ فيه ملامح المستقبل بالعلم والمعرفة، تبرز أسماء علماء أصبحوا ركائز للتقدم في المجالات الإستراتيجية، ومن بين هذه الأسماء يسطع نجم الأستاذ الدكتور أحمد عباس نوير، نائب رئيس جامعة مدينة السادات للدراسات والبحوث وعميد معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، والذي تُعد جهوده نموذجاً فريداً للقيادة الأكاديمية الواعية التي تمزج بين العطاء العلمي الثري والإنجاز المؤسسي.
غير أن الإنجاز الأبرز الذي يُذكر للبروفيسور نوير، هو قيادته عملية تحويل معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية إلى كلية مستقلة. وهو الإنجاز الذي يجسد الجمع بين الرؤية العلمية والمهارة الإدارية والدبلوماسية، لقد مثل هذا التحول نقلة نوعية إستراتيجية، حيث وسع نطاق العملية التعليمية والبحثية ليشمل فروعاً أوسع في التكنولوجيا الحيوية الطبية والصناعية إلى جانب الزراعية، مما يخلق كياناً أكاديمياً شاملاً.

كما سيمنح هذا التحول الخريجين درجة "بكالوريوس التكنولوجيا الحيوية" وبرامج الدراسات العليا من كلية مستقلة، وهو ما يعزز مكانتهم التنافسية في سوق العمل محلياً ودولياً.

قاد البروفيسور نوير هذه العملية منذ كانت فكرة حتى صدر قرار موافقة المجلس الأعلى للجامعات على كلية التكنولوجيا الحيوية، لتصبح الأولى من نوعها في الجامعات الحكومية المصرية، وليفتح الباب أمام آلاف الطلاب للدخول إلى عالم علمي هو مفتاح القرن الحادي والعشرين.


إن ما فعله البروفيسور أحمد عباس نوير يُحسب له في خانة الإنجازات الكبرى، لا لأنه أضاف لقباً جديداً إلى جامعة مدينة السادات، بل لأنه فتح بوابة للعلم التطبيقي، وربط مصر مباشرة بسباق عالمي محموم على التكنولوجيا الحيوية، ذلك السباق الذي يحدد موازين القوى في الغد القريب. يتميز البروفيسور نوير بجمع فريد بين الحكمة القيادية والحزم في إتخاذ القرارات المصيرية، وبين التواضع الجم في تعامله مع زملائه الباحثين وطلابه، مما جعل منه نموذجاً يُحتذى به في القيادة الأكاديمية التي تفرض الاحترام بجدارة العلم لا بمكانة المنصب. وهذه المزايا الشخصية والنضج الإداري كانا عاملاً أساسياً في تحفيز البيئة العلمية بالمعهد ثم الكلية، وبناء فريق عمل متماسك قادر على تحقيق الرؤية الطموحة.


وتأكيداً على مكانة المعهد تحت قيادته وإمتداداً لسلسلة إنجازاته، حصل المعهد على الإعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والإعتماد للمرة الثانية على التوالي وحصول المعهد على Q1 في التصنيف العلمي سيماجو لسنة 2023 – 2024 كما تم حصول ثلاثة معامل على الإعتماد الدولي من الايجاك وأصبح علماؤه وباحثوه ينافسون على المستوى العالمي وتميز أعضاء هيئة التدريس حيث يوجد أكثر من 16 من أعضاء هيئة التدريس وباحثين h-indx أعلى من 25 في النشر العالمي في تصنيف أسكوبس وتم إدراج أحد باحثي المعهد البارزين ضمن النخبة العلمية العالمية (أفضل ٢٪) في التصنيف الدولي الذي تعدّه جامعة ستانفورد الأمريكية لعام 2025، للعام الثالث على التوالي وهو مؤشر دولي مرموق يعكس الأثر العلمي الكبير والبصمة البحثية المتميزة للباحثين على مستوى العالم. وهذا الإنجاز ليس إلا ثمرة من ثمار البيئة العلمية المحفزة والبنية البحثية المتطورة التي أسسها الدكتور نوير، مما يعكس الجودة الأكاديمية العالية التي وصل إليها المعهد، والتحول من التنافس المحلي إلى المنافسة العالمية.


لقد أدرك نوير منذ وقت مبكر أن العلم لا ينفصل عن حياة الناس، وأن زراعة الأنسجة النباتية ليست مجرد أبحاث معملية جامدة، بل أبحاث تطبيقية حيث ساهم في إدخال العديد من النباتات الهامة في الزراعة المصرية على سبيل المثال نبات الباولونيا وهو من النباتات الهامة لإنتاج الأخشاب والذي يمكن إستخدام الري بمياه الصرف المعالج لتقليل الإستيراد من الأخشاب ونبات الإستيفيا وهو نبات يستخدم كبديل للسكر ونبات البلاك بيري وهو نبات فاكهة إستوائي ونبات الأناناس ونبات الجاك فروت ونبات الدراجون فروت وأيضا بعض أصناف من نباتات الزينة كما ساهم في أبحاث لمضاعفة الإنتاج الزراعي وحل مشاكل لعدة مثل إنتاج تقاوي البطاطس معمليا للتقليل من الإستيراد السنوي لتقاوي البطاطس وأيضا إنتاج نخيل البلح معمليا كما أسس نظام حديث لإكثار النباتات إضافة إلى نظام لأقلمة النباتات بإستخدام الزراعة المائية، ويحمي الأمن الغذائي، ويمنح مصر القدرة على الاكتفاء الذاتي. وأبحاث لإنتاج نباتات مهندسة وراثيا لمقاومة الأمراض وزيادة الإنتاج .ومن هنا جاءت أبحاثه وجهوده لتصب في خدمة المزارع والمستهلك والاقتصاد الوطني معاً، حتى صار يُنظر إليه باعتباره أحد روّاد النقلة النوعية في هذا المجال داخل مصر والمنطقة.


تشكل المسيرة الأكاديمية والعلمية للبروفيسور نوير أساساً متيناً لفهم حجم إنجازه. فهو يُعد علماً من أعلام البحث العلمي في مجالات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية التطبيقية، وتشير سجلاته البحثية الغنية والمنشورة في قواعد البيانات الأكاديمية المرموقة إلى تأثير عمله الواسع وتأسيسه لمؤسسة علمية رائدة في هذا المجال.


وبصفتي كاتباً يمنياً وباحثاً في مجال زراعة الأنسجة بجامعة الأزهر الشريف، وأعمل في إطار التعاون العلمي مع معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، فإنني أرى عن قرب الأثر العميق لهذه النهضة العلمية التي قادها البروفيسور نوير. فهذا التعاون العلمي بين المؤسسات البحثية العربية يجسد وحدة الهدف والعلم التي تتخطى الحدود الجغرافية، ويمثل نموذجاً حياً للشراكة العلمية العربية الفاعلة.
اليوم، حين نقرأ سيرة البروفيسور نوير، نقرأ في الحقيقة قصة جمهورية مصر العربية التي تُراهن على أبنائها، وتستثمر في علمائها، وتؤكد أن المستقبل يُصنع في المعامل والجامعات. إنه نموذج للعالم الذي لا يكتفي بأن يكتب إسمه في المراجع العلمية، بل يسعى ليكتب إسم وطنه في صفحات المجد العلمي. ومن هنا فإن الحديث عنه ليس مجرد تكريم لشخصه، بل هو إحتفاء بمسيرة وطنية تُجسّد الإيمان بأن مصر قادرة على أن تكون في المقدمة لأنها آمنت بالعلم وجعلته سلاحها الأول.


الباحث / عبد الرحمن عبد الله الصلاحي - باحث في مجال زراعة الأنسجة – جامعة الأزهر الشريف بالتعاون مع معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية – جامعة مدينة السادات

موضوعات متعلقة