الأحد 19 مايو 2024 مـ 01:04 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الصفوة

«جواز اليومين دول»: بدون شبكة لمواجهة الغلاء

أدت الزيادات المتلاحقة فى أسعار جميع السلع إلى عزوف كثير من الشباب عن شراء «شبكة من الذهب» عند التقدم للزواج، حتى تتم الاستفادة بثمنها فى تجهيز منزل الزوجية، وهو ما لقى قبولا عند الكثيرين لكن ما زالت القلة متمسكة بشرائها لأنها من وجهه نظرهم «مدخرات مركونة لوقت الحاجة» أو حتى لا تكون العروس أقل من قريباتها.

تقول ريم محمود (طالبة) إنها من الممكن أن تستغنى عن شبكة الخطبة لأنها من العادات القديمة، ومعظم الشباب الآن موارده محدودة، والبنت ليست سلعة نعطيها لمن يدفع أكثر.

وتؤكد سماح عادل (موظفة) أنها تزوجت بشبكة من الذهب الصينى «لزوم التصوير».. ووفرت الأموال التى كانت ستدفع فى الشبكة لتجهيز المنزل حتى لا ترهق العريس بالطلبات.

وترى منى فؤاد (مدرسة) أنه من الممكن شراء شبكة فضة بدلا من الذهب، خاصة أن هناك الآن أطقما كاملة ذات أذواق رائعة لا يستطيع أحد أن يتعرف على الفرق بينها وبين الذهب الأبيض وتساوى آلافا من الجنيهات ولكنها أرخص كثيراً من الذهب.

أما فاطمة أنور (محاسبة) فترى أن أزمة الزواج فى مصر تكمن فى مشكلة العادات والتقاليد القائمة أحيانا على التباهى بحجم الشبكة ومساحة الشقة.. وترى أنه من الأفضل أن يوضع ثمن الشبكة كمقدم لشقة تمليك بدلا من التنقل فى شقق الإيجار الجديد الذى يرتفع عاما بعد آخر.

وفى خبرات علم الاجتماع يرى د. مصطفى رجب أستاذ علم الاجتماع أن الزواج رباط مقدس أهم بكثير من مجرد شبكة، وأن الذهب الحقيقى يتمثل فى العشرة الطيبة والاحترام المتبادل بين الزوجين، وأنه على الناس ألا يتباهوا بالشبكة بل بحسن الخلق، وعلى البنت أن تختار أبًا صالحاً لأولادها وليس مجرد رجل يحضر لها ما تريد، وربما يكون سيئ العشرة.. لذلك يجب أن يتقبل المجتمع أفكاراً جديدة لحل مشكلاته الاجتماعية فعلى العروسين أن يحددا أولوياتهما بما يتناسب مع إمكاناتهما وأن يكونا على توافق فكرى وعلمى واجتماعى.

من جهته يوضح د . محمد سمير عبد الفتاح أستاذ الطب النفسى أن التباهى والمغالاة فى تكاليف الزواج موضة سائدة فى المجتمع الشرقى فشل الكثيرون فى الخروج منها، وأن فكرة إلغاء الشبكة تدخل فى إطار رغبة الشباب فى إيجاد حلول لتسهيل الزواج، لكن هذا يقابله فى الأغلب رفض من الأهل بسبب رغباتهم فى التباهي.. لذلك يجب أن يترك الأهل مساحة لأبنائهم كى يختاروا ما يناسبهم ويخططوا لحياتهم دون إجبار أو وصاية، وإن كانت الدعوة الى إلغاء الشبكة أو استبدال فضة بها تعدإحدى وسائل تسهيل الزواج إلا أنها ليست فرضاً على الجميع، فهناك طبقات اجتماعية تقدم الشبكة «ألماساً» وهناك من يقبلون بالذهب وهناك من يوافقون على الاستغناء عنها لذلك يجب على المجتمع أن يقبل كل الحلول من أجل أن تعم الصحة النفسية للمجتمع.

ويبقى السؤال: هل تحفظ الشبكة الحقوق المادية للمرأة؟

يجيب محمد أمين المحامى أن الشبكة لا تحفظ الحقوق الزوجية للمرأة عندما تلجأ إلى الخلع مثلا فترد الشبكة إلى الزوج إذا أرادت الانفصال ورفض، أو قد يستئذنها الزوج فى بيعها إذا كان فى حاجة إلى ثمنها، وفى ذلك الوقت لا تستطيع الاحتفاظ بها.

وأما عن حكم الدين فى الشبكة فقد أوضحت دار الإفتاء على صفحتها الإلكترونية الرسمية أنه جرى العرف على أن الشبكة جزء من المهر لأن الناس يتفقون عليها فى الزواج، وهذا يخرجها من دائرة الهدايا ويلحقها بالمهر، وعلى ذلك تكون بأى قيمة مادية حسب ما يتم الاتفاق عليه.