الصفوة
الأحد 28 سبتمبر 2025 مـ 03:34 صـ 5 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الصفوة
أندي هادياتو يكتب: التربية على السلام.. الطريق الطويل لإنقاذ الحضارة وزير الخارجية يلتقي نظيره الألماني وزيرا خارجية مصر ورواندا يوقعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات للجوازات الرسمية القاهرة تستضيف «سباق الهند المتقدمة 2025» بمشاركة واسعة من الجالية والمجتمع المحلي.. «صور» تفاصيل ندوة مصر والاستقلال العربي.. ثورة 26 سبتمبر اليمنية نموذجًا.. «صور» الاحتفال باليوم العاشر للأيورفيدا في القاهرة.. «صور» وزير الخارجية يلتقي نظيره اليوناني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وزير الخارجية يلتقي نظيره الهولندي على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك البروفيسور أحمد عباس نوير.. رحلة عِلم ونهضة مؤسسية في التكنولوجيا الحيوية بمصر وزير الخارجية يلتقي نظيره العُماني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وزير الخارجية يلتقي نظيره العراقي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة محمد عطية: إعادة قانون الإجراءات الجنائية يعزز العدالة ويواكب التطوير التشريعي

السعودية تعاقب ترامب وتغرق أمريكا بالنفط الصخري

وسط الصراعات التي يشهدها العالم والجهود التي تُبذل لمواجهة كابوس كورونا الذي تسبب في إلحاق الدمار بكل شئ، يحاول الرئيس الأمريكي التلاعب وشن المؤامرات فقط من أجل الإضرار بمصالح دول الخليج وهو ما تداركته السعودية، ونجحت في معاقبة إدارة ترامب.

ضغوط شرسة على السعودية

حاولت العديد من شركات النفط الأمريكية فرض ضغوط شرسة على المملكة العربية السعودية في ظل مزاعمها بإغراق السوق، وناشدوا البيت الأبيض بفرض عقوبات على الرياض وروسيا لإجبارهم على تخفيض الإنتاج دعما لأسعار النفط، والمطالبة بمنع وصول النفط الخام السعودي إلى شمال أمريكا.

وتضمنت مقترحات شركات النفط الصخري، بضرورة "منع النفط الخام من السعودية الوصول إلى مصفاة النفط الضخمة موتيفا في بورت آرثر بتكساس، وفرض تعرفة جمركية على النفط الأجنبي وتعليق قانون جونز الذي يساعد على رفع أسعار النفط ويشحنه الموردون المحليون وجعله أغلى من النفط الذي تحمله شركات النفط الأجنبية"، حسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

تعليق الدعم العسكري

لم يكتف منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوتهم وتحريضهم على معاقبة السعودية، بل طالبوا أيضا البيت الأبيض بتعليق الدعم العسكري.

يبدو أن اتهامات الشركات الأمريكية، لاقت ترحابا عند دونالد ترامب، حيث سارع مدير شركة النفط الصخري كونتينتال ريسورسز، وهو من الأصدقاء المقربين جدا للرئيس ليطالب بعمل تحقيق ضد كل من المملكة السعودية وروسيا، بعد اتهامهما بأنها تلاعبا بأسعار النفط.

رد المملكة

لكن سرعان ما تداركت السعودية خطورة الضغط الأمريكي، لتعلن عن زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى من النفط، لتتلقى دعما مباشرا من الإمارات في المضي في ذات الاتجاه.

خطوة المملكة، كانت بداية لإشعال السوق العالمي، وأججت حرب الأسعار بين دول أوبك.

ولم تنس السعودية ممثلة في الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، تصريحات الرئيس الأمريكي المسيئة للمملكة وشعبها ومحاولة استغلاله لثروات البلاد.

مطاردة ترامب للمال السعودي

ظل ترامب يحاول استغلال السعودية بقدر المستطاع، وحرص على طلب المزيد من المال مستغلا الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط علاوة على حرب اليمن، وخلافات المملكة مع إيران ليحصل بموجبها على صفقات أسلحة تقدر بـ420 مليار دولار إضافة إلى حماية المنشآت الهامة.

ومع ذلك، فشلت إدارة ترامب في حماية شركة أرامكو، بعد تعرضها للعديد من الهجمات العسكرية، بهدف الإضرار بالاقتصاد السعودي.

ليس هذا فحسب، لم يتغافل الملك سلمان عن تصريحات ترامب أمام أنصاره في ولاية فلوريدا حينما قال: "دولا مثل السعودية غنية جدا وليس لديها شيء سوى المال، فأعتقد أن بإمكانهم دفع المال مقابل الدفاع عنهم".

عقاب السعودية

رد المملكة هو بمثابة انتقام من مساعي الرئيس الأمريكي في السيطرة على سوق النفط، واحتكاره للنفط الصخري الذي يحقق ثروات طائلة.

ثم عاودت الرياض إلى عقد اجتماع لممثلي دول "الأوبك"، لإعادة التوازن إلى السوق مجددا لكن وفقا لمتطلباتها وشروطها.

حيث توصل ممثلو أوبك ومراقبينهم (السعودية- روسيا- الأرجنتين -كولومبيا - الإكوادور ومصر وإندونيسيا والنرويج وترينيداد وتوباجو والمنتدى الدولي للطاقة) إلى اتفاق "بتخفيضات الإنتاج الإجمالي من خام النفط بمقدار 10 مليون برميل يومياً لشهرين، والتعاون في إنتاج خام النفط" لتحقيق التوازن في الأسواق.

السؤال الذي أثار اهتمام خبراء الاقتصاد حول العالم.. لماذا تسعى أمريكا إلى السيطرة على النفط الصخري؟

في عام 1956قدم الجيولوجي الأمريكي كينج هيوبرت نظريته حول ذروة النفط الصخري بناءا على دراسته الأولية على 48 ولاية أمريكية.

وتضمنت نظريته بوصول إنتاج النفط الأمريكي إلى ذروته في أوائل عقد السبعينات من القرن الماضي، عام 1970 إلى 3.5 مليار برميل في السنة أي 9.6 مليون برميل في اليوم.

ووصل انخفاض إنتاج الولايات المتحدة منذ بداية السبعينيات، وحتى 2004 بمعدل 5.4 مليون برميل يوميا، بنسبة هبوط 44% ثم وصل إلى 5.1 مليون برميل يوميا عام 2007، لتصبح الولايات المتحدة مستورد للنفط بدلا من مصدرة له.

سياسية ترامب

حاول ترامب منذ توليه الحكم على إعادة التوازن في سوق النفط العالمي، بما يتماشى مع طموحاته، حيث ارتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى 6.217 مليون برميل يوميا في عام ٢٠١٧، ثم ارتفع إلى 6.517 مليون برميل يوميا في يناير عام 2018 ثم قفز إلى 8.223 مليون برميل يوميا في يناير عام 2019 وهو ما أدى إلى ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 12 مليون برميل يوميا.

ومع الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري، انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 7.5 مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر 2018 منخفضة 131 ألف برميل يوميا عن الشهر الذي سبقه فيما ارتفعت صادراتها من النفط الخام إلى 2.4 مليون برميل يوميا، وهو ما أدى إلى انخفاض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 5.015 مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر 2018 بعد أن كانت 5.828 مليون برميل في شهر سبتمبر 2017.