الخميس 2 مايو 2024 مـ 08:49 صـ 23 شوال 1445 هـ
موقع الصفوة
رئيس التحرير محمد رجبالمشرف العام رحاب غزالة

مرضى معهد الأورام يروون لـ”الصفوة” لحظات القلق والرعب بعد أزمة كورونا

معهد الاورام
معهد الاورام

"حالة من الخوف، قلق، الأعراض تظهر وتختفي، ألم في الحلق، عدم القدرة على النوم"، وغيرها من الأعراض التي تنتاب مرضى المعهد القومي للأورام، الذين تواجدوا قبل وأثناء اكتشاف حالات الإصابة بفيروس كورونا بين العاملين به.

فلا يعلم أي منهم إذا كان كل ما يشعر به نتيجة الخوف، أم هي بالفعل أعراض فيروس كورونا المستجد، وانتقلت لهم من معالجيهم في المعهد، على الرغم من اتخاذهم كل التدابير الوقائية من كمامات وقفازات وتعقيم.

"الصفوة" تتواصل مع بعض مرضى معهد الأورام، والذين تحدثوا عن حال المعهد قبل إغلاقه، مبينين مدى خوفهم من احتمالية إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.

رعب مرضى معهد الأورام

قال محمد الخضري، ابن مركز الزقازيق بالشرقية، إنه كان متواجدا بالمعهد القومي للأورام يوم الأربعاء الماضي، في عيادة الدم، يجري تحاليل دورية للكشف عن "لوكيميا" الدم التي أصيب بها منذ أربع سنوات تقريبا، حيث اكتشفها صدفة بعدما تعرض لنزيف في أثناء لعبه كرة القدم، وخضع للعلاج الكيميائي عل نفقته الخاصة، وظل يغير دم كل عام، قبل أن توجهه طبيبته لمعهد الأورام لمتابعة الـ"جين" نفسه.

وأكمل: بعد نصيحة طبيبتي، كنت أذهب للمعهد كل شهر، وفي آخر زيارة طلبوا مني عدم المجيء إلا بعد ثلاثة أشهر، وبعدها بعدة أيام عرفت عن حالات الإصابة للأطباء والممرضين، وهو ما أصابني بالخوف على عائلتي، وعلى نفسي بالطبع، فمريض السرطان مناعته ضعيفة للغاية، لذلك عزلت نفسي عن كل أفراد منزلي، آملا أن الفيروس لم يجد طريقه إلى جسدي.

واختتم الخضري حديثه بأن الأطباء كانوا يحذرون المرضى من القدوم خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن الإجراءات الوقائية غابت عن المكان، فلم يكن هناك أي طبيب أو ممرض يرتدي كمامة أو قفازا.

"قلق، عدم نوم، أعراض الإصابة تزداد تدريجيا ثم تختفي مرة واحدة".. بالكلمات السابقة وصف مؤمن وجيه الحمادي، أحد سكان مركز البلينا بسوهاج، حاله، مضيفا أنه ذهب مع أخيه إلى المعهد القومي للأورام، وكان ذلك في يوم الأربعاء الماضي، حيث كان يجري كشفا على الجهاز الهضمي فيعيادة الجراحة، وعندما عاد لبلده، وجد أن أخبار الإصابات في المعهد تتصدر الفيسبوك، ومن وقتها وهو يشعر بالقلق ولا يعرف ما الذي يجب أن يفعله.

أما مروة محمد، من سكان محافظة القاهرة، فقالت إنها كانت في المعهد القومي للأورام يوم الأربعاء الماضي، برفقة والدتها التي كانت تأخذ "جرعة الكيماوي" الخاصة بها، حيث ذهبا في بادئ الأمر إلى عيادة الباطنة للكشف على الجهاز الهضمي، وبعدها ذهبا إلى المبنى القديم في المعهد لتأخذ والدتها الجرعة، قبل أن تشعر بوجود أمر غير طبيعي في المكان، حيث رأت الكل يهرول ذهابا وأيابا وهم في حالة من الذعر، وسمعت أحد الممرضين يقول "عقموا كل شئ".


استشاري يحذر

من جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الفيروسات، إن مرضى السرطان وكذلك المتعافين منه مناعتهم أقل من الشخص العادي، لذا يصابوا بأمراض معدية سريعا، وعلى كل من يشعر بارتفاع درجات الحرارة، أو ألم في الحلق، أو صداع شديد، أو إسهال، أو قيئ، ان يذهب لأقرب مستشفى حميات، حتى يطمئن على نفسه ويتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات الوقائية المعلنة.