الثلاثاء 19 مارس 2024 مـ 11:45 صـ 9 رمضان 1445 هـ
موقع الصفوة
رئيس التحرير محمد رجبالمشرف العام رحاب غزالة

مقاطعة اللحوم

دكتور السيد محمد راشد
دكتور السيد محمد راشد

فيه جدل دائر دلوقتي على السوشيا ميديا بشأن مقاطعة اللحوم الحيوانية؛ علشان يجبروا الجزار أنه يرخص اللحمة، وأنا بصفتي اقتصادى هناقش معاكوا القرار بالتفصيل.

أول ما المقاطعة تبدأ هيزيد الطلب على بدائل اللحوم، اللي هي الفراخ والأسماك، أما بالنسبة للحوم هتباع سرا زي المخدرات، وسعرها هيزيد بشكل جنوني، اللحمة زي الطماطم لما تبقى كتير سعرها ينزل، ولما تقل سعرها يزيد، يبقى بدل ما نقاطع اللحوم ندور إزاي نزيد المعروض منها في الأسواق. واحد الحلول في الأجل القصير نستورد من الدول اللي عندها لحمة، وما أكثرها وأرخصها والكيلو بدولار، بس المشكلة أن فيه ناس معينة بتحتكر الاستيراد، بيجيب بدولار ويبيع في السوق بـ70جنيه، وياخد الفرق على الجاهز وحجته أن الشعب ده ملوش غير الفول ومن غير زيت كمان، يبقى مش هينفع نستورد لحوم من بره، مفيش غير حل المشكلة في الأجل الطويل، وهو تشجيع المربيين ومنحهم حوافز ودا حل مبيعجبش ناس كتير لهم مصلحة، كنا عملنا مشروع البتلو زمان واسألوا فين مشروع البتلو؟ ومين اللي لغاه؟ خلاصة خبرتي أن مشاكل مصر كلها مرهونة بإننا نثق في العلم والعلماء ونديهم الفرصة.
إنما الحلول العشوائية هي اللي جاهزة و بتتنفذ.
لازم ندي المسؤولية للعلماء ونحاسبهم، وكلنا شفنا رغيف العيش اللي كانت الناس بتموت بعض عليه بقى كتير وزيادة لما العلم مسك المشكلة وعمل قاعدة بيانات، وبطاقة ذكية وبقيت مشكلة الرغيف من الماضي، إنما تلاقي كلام لازم نقاطع الجزار ودي تنفع في الدول الغنية اللي عندها وعي، والدخول موزعة صح مفيش تفاوت في الدخول كبير زي عندنا.
لو قلنا نقاطع مين هيقاطع الغلابة اللي مبيكلوش اللحمة غير في الأعياد، وهيشتريها اللي دخلهم عالي ودول بيشتروا بأي سعر، وهما اللي بيشجعوا الجزار أنه يزود السعر كل فترة.
كمان إحنا عندنا ممكن ندبح في أي مكان مش لازم المدبح، ودا هيخلي ناس مش جزارين يدبحوا في السر ويبيعوا في السر على البيوت زي ماحصل في تجربة السادات زمان.
هو السادات كان عمل مقاطعة زمان؟
عمل مقاطعة واللحمة سعرها زاد، واللي مبيكلش اللحمة بقى يفتخر أنه أكلها في السر.
وفشلت التجربة فشل زريع فيه ناس عاوزة نكرر الفشل ده مره تانية، وسعر اللحمة يوصل 300 جنيه.
وبعدين اللحمة على مر العصور مكنش أي حد بيقدر ياكلها بسهولة.
أنا فاكر زمان لما كيلو اللحمة كان بربع جنيه والنفر بيشتغل طول النهار بـ8 قروش مكنش حد بيقدر يشتري اللحمة.
ودلوقتي لو قلنا النفر بيشتغل ب50 جنيه طول النهار هي نفس النسبة برده ومحدش بيقدر يشتريها غير في المناسبات.
أنا بدرس لطلبة من جنسيات عديدة في أحد الجامعات الخاصة، وطرحنا الموضوع ده للنقاش هي اللحمة بره فيه ناس كتير مبتقدرش تشتريها دونًا عن باقي السلع.
يعني الدول البترولية مبتكلش لحمة؟
الدول دي صحراوية والمهنة الأساسية عندهم هي رعي الغنم والماعز والجمال، وعدد السكان عندهم بسيط جدًا فمش لازم نعمل مقارنة معاهم.
إحنا في مصر عندنا مناطق صحراوية كتير، وفيها عدد بسيط من السكان لما نقدر نزود السكان في المناطق الصحراوية ونشجع الزراع على الأمطار ونشجع مهنة الراعي اللي شارفت على الاندسار؛ لأن الحيوانات دي بتاكل بدون تكاليف تذكر يبقى سعر الضان والجمال هيقل بسبب زيادة المعروض.
في نفس الوقت لازم نشجع بدائل اللحوم زي الأسماك إزاى دولة فيها سبع بحيرات ونهر نيل وبحرين أبيض وأحمر ويبقى عندنا السمك غالي؟
لو السمك بقى رخيص اللحمة هترخص لوحدها من غير مقاطعة.
ونفس الوضع بالنسبة للفراخ، لو شجعنا الفلاح على تربيتها المعروض منها هيزيد وسعرها يرخص ودا هيخلي سعر اللحمة ترخص.
وأنا ملاحظ أن كل الظروف ما تتحسن وننجح في تربية الفراخ وزيادة المعروض منها ونصدرها نلاقي مرض أو فرة زي ما بيقولوا تدمر الصناعة دي وناس كتير يخسروا ونبدأ من الأول تاني.
يبقى الحل في الأجل الطويل هيكون على مدار خمس ست سنين، هيكون في زيادة المعروض من اللحوم وبدائلها مش اللحمة بس.