السبت 20 أبريل 2024 مـ 04:00 صـ 11 شوال 1445 هـ
موقع الصفوة
رئيس التحرير محمد رجبالمشرف العام رحاب غزالة

حرب التصريحات بين امريكا والصين تشتعل والضحية المواطنيين

تسعى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى إثبات تفوقهما في التغلب على فيروس كورونا المستجد، وهو بالفعل ما نجحت فيه بكين وعجزت عنه إدارة الرئيس دونالد ترامب، لتندلع حرب التصريحات بين البلدين.

الأزمة بدأت، حينما وجَه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة اتهامات للصين، بتعمدها إخفاء معلومات خطيرة عن فيروس كورونا حينما بدأ في الظهور والأنتشار في مدينة ووهان، وأنها لم تكشف عن عدد الضحايا والمصابين لديها.

اتهامات ترامب للصين، وجهها في العديد من المؤتمرات الصحفية التي عقدها في البيت الأبيض وتناقلتها مختلف وسائل الأعلام الأمريكية مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وغيرهما.

رد الصين

في المقابل، رفضت الصين كافة الاتهامات التي تم توجيهها ضدها من قبل الولايات المتحدة، مؤكدة أن الرئيس ترامب يحاول فقط أن يغطي على فشله وعجزه أمام فيروس كورونا خاصة أن موقفه بات صعبا أمام شعبه، وهو على أعتاب منافسة انتخابية يريد الفوز فيها للوصول للاستمرار في الحكم، حسب المتحدث باسم الخارجية الصينية جينج شوانج.

منشأ الفيروس

صحيفة "إندبندنت" البريطانية نقلت عن متحدث الخارجية الصينية قوله: إن "لديه الدليل بأن فيروس كورونا المستجد من الأساس تم صنعه في المعامل المختبرية الأمريكية"، مشيرا إلى بحث نشرته مجلة "nature" العلمية يتحدث عن تجارب كانت تجرى في المعامل الأمريكية على الفيروسات التاجية في 2015.

ووفقا للبحث، فإن علماء واشنطن كانوا يجرون تجارب على الفيروسات التاجية، ورغم تأكيد السلطات وقتها على عدم استكمال هذه التجارب إلا أنهم أصروا على الاستمرار.

وأوضح شوانج، أن هذا اكبر دليل على أن كورونا منشأه واشنطن، وتم نقله للصين كمحاولة للإيقاع بها، خاصة في ظل المنافسة التجارية بين البلدين.

معالم المنافسة

فيما ترى صحيفة "واشنطن بوست"، أنه من الصعب تحديد معالم المنافسة، ليس فقط بين الصين وواشنطن خاصة في ظل تراشق الاتهامات بينهم وإنما في العالم أجمع.

وأوضحت الصحيفة، أن أكبر دليل على أن فيروس كورونا بات هو الأهم الآن من أي شيء أخر، هو تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على إيقاف النار في جميع المناطق التي تشهد أي صراعات أو نزاعات، على أن يكون هناك اتفاق وتعاون لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة من الأساس.

نظرية مؤامرة

وتابعت الصحيفة: "إن الرئيس الأمريكي يواجه معادلة صعبة جدا، فهو بات في موقف محرج بالفعل أمام شعبه والإصابات والوفيات تزداد بشكل ملحوظ، وبات غير قادر على التوجه في الطريق السليم لإنهاء هذه الكارثة التي أجتاحت البلاد بشكل كبير".

وأشارت إلى أنه لن يتمكن من الدخول في عداء قوي ضد الصين، وأن كل الاتهامات التي يوجهها لبكين ستنتهي، مؤكدة أن الصين وفي حربها ضد واشنطن فيما يتعلق بالوباء تحاول أن تجعل اعلامها يؤكد للعالم أجمع أن واشنطن تعتمد على نظرية المؤامرة لكي تغطي على عجزها أمام الوباء.

توقعات أمريكية

بينما توقعت "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تفوز الصين في حرب الفيروسات التي دخلتها حاليا أمام واشنطن، خاصة في ظل الأزمة التي تعاني منها أمريكا وتحولها لبؤرة وباء حقيقية، وعدم اكتراث الرئيس الأمريكي سوى بالدخول في مشاجرات شخصية مع مختلف حكام الولايات ولا يحاول أن يدلي بأي تصريح قوي في أيا من المؤتمرات التي يجريها توضح أن هناك أي خطوة إيجابية من الممكن أن تحدث.

اقرأ أيضا: أمريكا تتاجر بأحلام شعبها وتصدر أوقية طبية للصين سرا

نجاح صيني

من جانبها اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصين حققت نجاحا كبيرا بالفعل، ومن المتوقع أن تعود لما كانت عليه وربما أقوى، لأنها التزمت بالإجراءات الوقائية أو الحجر المنزلي، ولم تلتفت للانتقادات الدولية التي تُوجه لها، لكنها ركزت جهودها في التفكير للتخلص من الأزمة، وهذا هو سر نجاحها.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الصين بالفعل بدأ منها الوباء ووصفت بأنها بؤرته لكن حقيقة الوضع أن دول أخرى الآن هي التي تعاني وليست هي مثل: "بريطانيا وإيطاليا وإيران.. وبالطبع واشنطن"، بحسب ما ذكر.

ووفقا للصحيفة، فإن الرئيس دونالد ترامب حاول فقط أن يلقي باللوم على الصين، لكنه لم يفعل شيئا حقيقيا، وركز جهوده على تصوير الصين للعالم بأنها تعتمد على نظام شيوعي مستبد، لكن واقع الحال أن هذا النظام أثبت قدرته في تخطي الأزمة ويبلي بلاء حسن الآن والأهم أنه يقدم مساعدات لغيره أيضا، وهذا هو الملفت حقا.

خطأ غير مقصود

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اعتبرت أنه من الصعب تحديد من يمكن أن ينتصر في الحرب المتأججة بين الصين وواشنطن، خاصة أن الفيروس لا يزال في كلا البلدين ولم ينتهي، منوهة أننه ربما تكون اتهامات الولايات المتحدة في محلها، وذلك نتيجة خطأ غير مقصود وقعت فيه الصين.

وكشفت الصحيفة البريطانية عن صور التقطت من أحد المعامل المختبرية في الصين، واحتمالات أن يكون هذا الفيروس قد تسرب بطريقة غير مقصودة، وهي لختم مكسور على باب إحدى الثلاجات المستخدمة لحمل 1500 سلالة من الفيروس، داخل معهد علم الفيروسات في ووهان الصينية، كما كشفت "ميل أون صنداي" قبل أسبوعين أن الوزراء يخشون الآن أن يكون الوباء قد بدأ نتيجة للتسرب.

استغلال فرص

وأشارت "ديلي ميل" إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تجد أفضل من هذه الصور لاستغلال الفرصة للفوز في معركتها أمام الصين بسبب فيروس كورونا، وبالفعل، قررت الإدارة الأمريكية وقف التمويل لمعهد ووهان، أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أكد أن بلاده لن تتهاون حتى تعرف كيف حدث هذا الخطأ الكبير، وأن مثل هذه الغلطة الكبيرة كان لابد من الكشف عنها في وقتها، خاصة وأن تاريخ الصورة يعود لعام 2018.

وبحسب ما ذكر، فمن الممكن جدا أن تستغل واشنطن هذه الصورة لشن حرب عالمية قوية ضد الصين تؤكد بها اتهاماتها ضدها وأنها بالفعل كانت هي السبب وراء تفشي كارثة كورونا في العالم.