الصفوة
الأربعاء 5 نوفمبر 2025 مـ 07:20 صـ 14 جمادى أول 1447 هـ
موقع الصفوة
الأربعاء.. مؤتمر جماهيري كبير للمرشح عادل جودة في انتخابات مجلس النواب 2025 «إسكا» يوضح: الشقنقيري لا يملك المطعم.. والتوقف ليوم واحد كان لأسباب تنظيمية تتعلق بالمتحف الكبير «كوزموبوليتان».. مشروع تخرج طلاب الإعلام بجامعة السويس 2026 مدحت بركات مشيدًا بافتتاح المتحف المصري: معجزة الإرادة التي أعادت مصر إلى عرشها قبيلة السماعنة تحتشد وتُبايع سحر صدقي: «معاكي للنهاية» الدكتورة رحاب عبد المنعم غزالة: افتتاح المتحف المصري الجديد يعكس عبقرية المصريين ويعزز مكانة مصر عالميًا الشيخ العقيد مرسل بن حسين الكميم يكتب: صغير بن عزيز… قائد يعمل بروح الدولة اليمنية ومن أجلها مدحت بركات يشارك في المؤتمر الانتخابي الحاشد للمستشار أيمن عويان بأبو صير عبدالرحمن الصلاحي يكتب: مصر تكتب التاريخ من جديد أرفود تستضيف الملتقى الدولي للتمر في دورته الرابعة عشرة بمشاركة إماراتية بارزة هبة سويلم تكتب: المتحف المصري الكبير صرح حضاري يجسد عظمة مصر القديمة مدحت بركات يكتب: توحيد الخطاب الحكومي ضرورة لاستقرار الاستثمار

معجزة الشيخ عامر

سعيد محمود
سعيد محمود

في تاريخنا المعاصر الكثير من الأعلام الذين لا يعلم عنهم الناس شيئا، منهم رجل صدق بالفعل ما عاهد الله عليه، حيث من عليه المولى عز وجل بنعمة من خير النعم، وهي القرآن الكريم، فجعله من حفظة كتابه ومعلميه، والقائمين على مراجعته وطباعته، ليصل إلى جميع المسلمين، إنه الشيخ عامر السيد عثمان، ابن محافظة الشرقية.

ولد الشيخ عامر في 16 من مايو عام 1900، وتوفي في التاريخ نفسه من عام 1988.

أكرمه الله تعالى بنعمة حفظ القرآن الكريم، ومن عليه بموهبة فريدة في مساعدة الغير على حفظ كتابه، ووصفه القارئ السعودي الشيخ إبراهيم الأخضر، بأنه لم يكن يملك وقتا للجلوس أو الحديث مع أحد، لكثرة من يقرأ عليه القرآن، حيث تجده في الشارع ينتظر سيارة أجرة وبجواره من يقرأ عليه، أو تراه جالسا في الطائرة وفي الكرسي المجاور له من يقرأ عليه أيضا.

ونظرا لشدة تميزه في اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم، وصف الشيخ عبد الفتاح القاضي موهبته في ذلك بأنه "إذا أحضر إليه أحدهم قردا لجعله ينطق باللغة العربية ويتعلم القراءات المختلفة للقرآن".

أشرف الشيخ عامر على تسجيل المصاحف المجودة والمرتلة للشيخ محمود خليل الحصري، ويروي ابن الشيخ عامر أن والده كان دقيقا جدا، لدرجة أنه جعل الشيخ الحصري يعيد التسجيل لمدة 4 ساعات كاملة بسبب حرف توقف فيه عند القراءة.

أصبح الشيخ الكريم شيخا لعموم المقارئ المصرية عام 1981 خلفا للشيخ الحصري، ثم أصبح مستشارا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عام 1985، حيث قضى بقية حياته هناك، ودفن في البقيع بعد وفاته.

ومن ما يروى عن الشيخ عامر، أنه في أيامه الأخيرة أصيب بمرض في الحنجرة، جعل صوته لا يخرج، وظل طريح الفراش في المستشفى بسببه، وفي إحدى الليالي، وقبل وفاته بثلاثة أيام، سمعوا صوتا يتلو القرآن من غرفته، وكان هو صوت الشيخ رحمه الله، والذي ظل يتلو كتاب الله لمدة ثلاثة أيام حتى ختمه كله، ثم فارقت روحه الحياة بعدها، لينهي الله حياته بمعجزة أدهشت كل من عاصره، لينطبق عليه قوله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" (سورة الأحزاب الآية 23).