الصيادلة: عن قرار الانتداب للجيش الأبيض: نفدي بلدنا بأرواحنا

سعيًا منها لمحاصرة فيروس كورونا القاتل، قامت وزارة الصحة متمثلة في مديرية الصحة بالقاهرة، بإرسال منشور إلى جميع المناطق الطبية الموجودة بها تطالبهم فيه، بحصر أسماء الصيادلة المسجلين لديها، تمهيدا لتكليف عدد منهم للعمل بمستشفيات الحجر الصحى التى تعاني من عجز في الأطباء لمدة 6 أشهر، وما إن صدر القرار حتى قوبل برفض من بعض الصيادلة الذين تم انتدابهم، وسارع البعض منهم إلى تقديم الأعذار بينما انقطع البعض منهم عن العمل،فيما سارع الكثير إلى استلام مهام عمله الجديد معتبراً أنها رسالة وواجب وطني.

توفير الحماية شرط القبول

الصيادلة الممتنعين عن تنفيذ القرارطالبوا وزارة الصحة بتوفير سبل الحماية لهم ، وتوفير السكن الملائم ووسيلة للنقل، بالإضافة إلى الإمكانيات الطبية والمادية، التى تجعلهم يعملون وهم مطمئنين على حياتهم، وعدم قصر القرار عليهم هم فقط، بالإضافة إلى خوفهم من انتقال العدوى إليهم وإلى ذويهم.

ووفق الأنباء الخارجة من مديرية الصحة بالقاهرة فإن الوزارة لن تكتفي بهذا العدد التى تم انتدابه وممن المقرر أن يتم انتداب عدد أكبر من الصيادلة في مختلف الجمهورية وسيتم توزيعهم على المستشفيات التى بها حجر صحى.

الخوف من العدوى

رحمة محمد «اسم مستعار» دكتورة صيدلانية من الذين تم انتدابهم للعمل بمستشفيات الحجر الصحى، بالقاهرة، أكدت على أن هناك عدد كبير من الـ200 شخص الذين تم انتدابهم يرفضون تنفيذ القرار وأنهم منقطعين عن العمل، كما أن عدد من كبير قام بتقديم أعذار لظروف اجتماعية خاصة خوفا من انتقال فيروس كورونا إليهم وإلي أسرهم.

رحمة أكدت في تصريحات خاصة لـ"الصفوة"، عدم وجود حماية كافية للصيادلة دفعتها إلى التردد في قبول التكليف، وطلبو من الوزارة توفير سكن ومواصلات لصعوبة التنقل خاصة في ظل وجود حظر التجوال ولكن لم يتم الرد، وفق قولها، متابعة: على الرغم من إلحاح أسرتي علي بترك العمل في وزارة الصحة فور علمهم بنبأ الانتداب إلى أننى رفضت.

هعمل بأصلي

وتابعت:لا اكثرت لأمر الصيادلة «بس أنا هعمل بأصلي وهروح علشان ميقوليش عليا أنى تخليت عن بلدي في محنتها».

«الصيادلة هما اللي في وش المدفع.. ومستعدين ندفع حياتنا علشان مصر»..بهذه الكلمات بدأ الدكتورمحفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة صيادلة القاهرة، حديثه لـ"الطريق"، مردفاً:الصيادلة على أتم الاستعداد لبذل أرواحهم فداءًا لمصر، ولكن الأزمة تكمن في عدم وجود تنسيق بين الوزارة، ونقابة الصيادلة، كما أن الوزارة لم تفتح الباب أمام الصيادلة للتطوع للعمل في مستشفيات الحظر واقتصر الأمر على انتداب200 صيدلي من القاهرة فقط.

بدائل متاحة

وأضاف رمزي، أن وزارة الصحة لا تعرف قدرالصيادلة حتى الأن، ولا تستطيع توظيفهم في أماكنهم الصحية، فمن الممكن أن تستفيد من وجود 75 ألف صيدلية موجودة في مصر، كمرحلة أولى للكشف عن الفيروس بدلاًمن تكدس المواطنين أمام المستشفيات وأن تكون الصيدليات هى جهة تجميع بيانات المواطنين الذين يعانون من أعراض كورونا، لأنهم يحتكون بشكل مباشر بالمواطنين ليل نهار، وفي الأغلب تكون الأعراض مجرد أعراض برد فقط، ولا تستدعي أن يذهب المواطن إلى المستشفيات، على أن يتم التنسيق بين الوزارة والصيادلة.

وأشار إلى أن الوزارة لديها عدد كبير من الصيادلة ولكنها تعاني من سوء التوزيع فنجد هناك تخمة في وحدة صحية، بينما لايتواجد صيدلى بمستشفي أخرى ،بالإضافة إلى أن عدد كبير من الأطباء في مصر يعملون بالقطاع الخاص، وهجرة الأطباء إلى الخارج.

دفعة 2018 الحل

وأردف أنه عندما تتوافر الإمكانيات اللازمة لحماية الصيادلة داخل مستشفيات العزل وتوفيرمسكن مناسب، بالإضافة إلى توفيروسائل مواصلات لهم وتوفير أدوات الحماية الشخصية الملابس والكمامات، لن يتخلف أحد منهم عن الذهاب إلى مستشفيات العزل.

واختتمت رئيس لجنة التصنيع الدوائي حديقه "إذا كان لدي وزارة الصحة تعاني من عجز في الصيادلة لماذا لم تقوم بتكليف دفعة 2018 والتى يبلغ عددهم 14ألف صيدلي، يُعانون من أجل الحصول على التكليف منذ التخرج،«هيكونوا عندها من الصبح».