الأربعاء 15 مايو 2024 مـ 09:09 صـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
موقع الصفوة

رسالة من شيخ الأزهر للمنادين بإقامة صلاة التراويح والجمعة في المساجد

وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسالة لمن لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية للحد فيروس كورونا، قائلًا: «إن التوكل على الله تعالى دون الأخذ بالأسباب والالتزام بالإجراءات الوقائية تمرد على القانون الإلهي الذي يأمرنا بالأخذ بالأسباب».

وأضاف شيخ الأزهر، خلال برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، المذاع على العديد من الفضائيات، أن كثيرًا من الناس يظنون أنهم يتوكلون ولا يلتزمون بالتدابير والإرشادات العلمية والطبية والإدارية التي تفرضها الجهات المسؤولة للحد من انتشار الوباء، وعلينا أن نتساءل هل فعلًا في الإسلام أن من حق الإنسان أن يخالف الإجراءات الوقائية بحجة أنه يتوكل على الله، وأن ما سيأتيه من مرض سيأتيه، وأن هذا خروج عن روح الدين وعلى قوانين وفقه الشرائع.

اقرأ أيضًا.. للمتزوجين والمقبلين على الزواج..الأزهر: هذه الآية القرآنية تمنع الطلاق وخراب البيوت

وأوضح الإمام الأكبر أن الموضوع مختلف عما تصوره البعض أو هذه القلة، والتي نسمع بين الحين والآخر أنها حاولت أن تذهب إلى المسجد وحاولت أن تضرب الأمثلة للتجمع هنا وهناك، ويريدون أن يؤدون الجمعة والجماعات والتراويح الآن.

وشدد على أنَّ التوكل على الله في ظل انتشار وباء «كورونا» يوجب الالتزام بالتدابير والإرشادات العلمية والطبية والإدارية التي تفرضها الجهات المسؤولة للحد من انتشار الوباء، وتعاليم الأديان تلزم الإنسان باتباع تلك التعليمات ولا تعطيه أي حق في مخالفتها".

وأشار إلى أنَّ التوكل في الشريعة الإسلامية هو تفويض العبد أمره إلى الله تعالى لكن هو مشروط بالأخذ بالأسباب المشروعة، لكن إذا ادعى إنسان التوكل على الله دون أن يأخذ بالأسباب فهذا التوكل لا يعد توكلًا شرعيًا بل هو توكل مخالف للشرع، يُرضي هوى النفس ويُرضي نزعاتها الشيطانية.

اقرأ أيضًا.. حكم جماع الزوجة في رمضان .. الأزهر: 15 حقيقة عنه وتفاصيل لا يعرفها الكثيرون

وبيَّن الإمام الأكبر أن التوكل الشرعي- المطلوب والمأمور به المسلم- يُكْسِب العبد عادة سُكون النفس أو الرضا بما يشاؤه الله سبحانه وتعالى، لافتًا إلى أنَّ الله الذي أمر بالتوكل عليه هو الذي أقام الكون على قانون الأخذ بالأسباب والمسببات، فمن يتوكل على الله ولا يأخذ بالأسباب شخص متمرد على هذا القانون الإلهي "الأخذ بالأسباب".

ولفت شيخ الأزهر، إلى أن التوكل أُمر به شرعا فأُمر به المرسلون جميعًا، كما أمر به رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، والمؤمنون: «وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»، فعلى العبد أنْ يُفوض أمره لله بعد أنْ يفعل ما أُمِر به على حسب مقتضى العلة والمعلول أو السبب والمسبب، ورغم أخذه بالأسباب إلا أنه يثق في أنَّ الله -سبحانه وتعالى - هو وحده الذي يحقق النتائج في الأسباب.