الصفوة
الخميس 25 ديسمبر 2025 مـ 12:55 صـ 4 رجب 1447 هـ
موقع الصفوة
مدحت بركات يكتب: المشاركة السياسية.. كيف نعيد الثقة للمواطن؟ اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الإيراني من «مالابار مونسون» إلى السوق المصري.. الهند تفتح آفاقًا جديدة لتجارة البن مدحت بركات يكتب: دور الأحزاب مشاركة حقيقية أم حضور شكلي؟ «إعلام MTI» تناقش دور الإعلام والترفيه في الحفاظ على الهوية وبناء الوعي مدحت بركات يكتب: تقسيم الدوائر.. أساس العدالة الانتخابية أحمد جبيلي: حملات التشويه لن تُربك المشهد الانتخابي وثقتي كاملة في وعي الناخبين رئيس الأعلى للإعلام يشارك في مناقشة التوصيات النهائية للجنة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج جابر البغدادي: الشراكة الاقتصادية أساس التحرك المصري في إفريقيا مدحت بركات يكتب: الطعون الانتخابية.. حق قانوني وتأثير سياسي ندوة رابطة الجامعات الإسلامية تؤكد: بناء الشخصية وتنمية الوعي مسؤولية أكاديمية أصيلة

مقبرة المناضلين .. «الجلاز» التاريخية تحتض جثمان أول رئيس تونسى منتخب

تفتح مقبرة الجلاز التاريخية فى تونس اليوم صفحة جديدة من بين صفحات دفترها، حيث يوارى الرئيس التونسى الراحل الباجى قايد السبسى، أول رئيس ينتخب ديمقراطيا الثرى فى تلك المقبرة، التى تدون للأجيال القادمة أحداثا غير مسبوقة فى تاريخ البلاد، وريت فيها أجساد الثرى، لكنها ستظل محفورة فى الذاكرة.

هذه المقبرة تحتوى جزءا هاما من تاريخ تونس المقترن بالنضال الاستقلالى، على أحداث كانت مسرحها مقبرة الزلاج، وسميت حتى باسم هذا المكان، حيث شهدت هذه المقبرة مواجهات وصدامات مع المستعمر الفرنسى فيما عرف بأحداث الجلاز فى نوفمبر 1911.

وعبر تاريخ تونس القديم والمعاصر لم تكن مقبرة الجلاز، المطلة على العاصمة التونسية بمساحتها الفسيحة أعلى ربوة بارزة، مجرد مرقد لمن وافتهم المنية من التونسيين لأسباب شتى، بل هى مكان ذو تاريخ مشبع بالرمزية كتب بعضه فى الماضى، وما زال إلى اليوم يشهد تتمة سطور فيه لا يعلم أحد منتهاها.

وتسمى هذه المقبرة، بمقبرة الجلاز أو “الزلاج” باللهجة العامية التونسية، وهى المقبرة الرئيسية فى مدينة تونس، وتقع على المدخل الجنوبى لها، ويؤدى إليها باب عليوة، وهى منطقة متاخمة للعاصمة التونسية تتسم بالحيوية لاحتوائها على المستشفى العسكرى بتونس بالإضافة إلى مرافق أخرى.

وتمتاز مقبرة الجلاز بكبر مساحتها الدائرية التى يحفها سور أبيض يسمح برؤية انتشار القبور فيها على مد البصر حتى تعانق أعلى تلة بهذا المكان.

ولهذه المقبرة قيمة تاريخية كبيرة، وكذلك روحية عند كل التونسيين، فهى مقبرة عريقة تعود إلى العهد الحفصى، وتنسب إلى الشيخ أبى عبد الله محمد بن عمر بن تاج الدين الزلاج، وهو أصيل قرية فوشانة القريبة من تونس والمتوفى عام 1205.

ورى الثرى بمقبرة الجلاز عدد كبير من أعلام تونس فى العهد المعاصر، لذلك ينظر إليها التونسيون كأحد دفاتر تاريخهم، حيث ترقد هناك أسماء محفورة فى الذاكرة الجمعية التونسية من أمثال على باش حانبة، عبد العزيز الثعالبى، المنصف باى، أحمد التليلى والمنجى سليم والحبيب ثامر وعلى بن عياد ومحمود الماطرى والباهى الأدغم وإبراهيم المحواشى، وغيرهم من رموز الوطنية والعلم والنهضة الاجتماعية والبناء فى تونس إبان الاستعمار وبعد الاستقلال، وبالإضافة إلى مكانتها التاريخية التى حفظت هيبتها فى قلوب التونسيين، فإن هذا المكان لطالما حف بقيم روحانية فى وجدان التونسيين، حيث كانت لهذه المقبرة على الدوام ومنذ بدايتها مكانة دينية كبيرة.

ويودع التونسيون اليوم السبت، رئيسهم الراحل الباجى قائد السبسى، الذى توفى أمس الأول الخميس عن عمر ناهز الـ 92 عاما، بمشاركة عدد من قادة الدول بينهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والجزائرى عبد القادر بن صالح والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

وسينطلق موكب الجنازة من قصر قرطاج فى اتجاه مقبرة الجلاز، على بعد نحو 25 كيلومترا، حيث يوارى الثرى إلى جانب أفراد من عائلته.

ومن المنتظر أن تشارك جامهير عفيرة فى وداع رئيسهم الذى تزامنت وفاته مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية فى 1957.