نهى هلال: ما بين اضطرابات جيوسياسية وأزمات اقتصادية تعيشها المنطقة ظلت مصر قبله للسياح

فى ظل التحديات التى تشهدها المنطقه من اضطرابات جيوسياسيه وازمات اقتصاديه متلاحقه، استطاعت مصر ان تحافظ على مكانتها كواحده من ابرز الوجهات السياحيه فى العالم، رغم كل التحديات والظروف الاقليميه والدولية استطاعت مصر ان تحقق رواجا ملموسا فى القطاع السياحى خلال الفترة الاخيره، فقد تمكنت من التغلب على الظروف والتحديات الإقليمية والدولية معتمدة فى تحقيق انجازها فى القطاع السياحى على عده عوامل من ابرزها:
تطوير البنيه التحتيه : شهدت مصر تحسنا كبيرا فى تطوير البنيه التحتيه منها تطوير المنطقه الممتده من مطار سفنكس حتى مطار سقاره الذى تضمن اهرامات الجيزه و المتحف المصرى الكبير الذى يقع على مقربه من مطار سفنكس مما يجعلها واجهه مميزه و مقصد سياحى و اثرى للوافدين ، زياده عدد الغرف الفندقيه لتتراوح ما بين 25 الى 30 الف غرفه فندقيه ، توافر الفنادق و تحسين الخدمات الفندقيه لتلبيه احتياجات السائحين و تقديم افضل الخدمات لديهم ، من المتوقع ايضا انشاء مشاريع فندقيه جديده مثل فندق مبنى التحرير الذى يضم 500 غرفه، تصميم نظارات ثلاثيه الابعاد يشاهدون من خلالها لقطات مصوره بتقنيه 360 درجه لبعض الاماكن السياحيه فى البحر الاحمر.
الترويج السياحى الفعال: عززت الحكومه المصريه حملات ترويجيه عبر الوسائل الرقميه ، مما ساهم فى وصول مصر الى شرائح سياحيه جديده .
التنوع السياحى : تتميز مصر بتنوعها فى الانشطه السياحيه متمثله فى السياحه الدينيه كالمساجد و اضرحه ال البيت و مسار العائله المقدسه و سياحه المؤتمرات التى تعد مدينه شرم الشيخ عاصمه لها ، و ايضا سياحه اثريه موجوده فى القاهره كالمتحف المصرى الكبير و هو يعد صرح ثقافى عالمى و منطقه جذب سياحى و واجهه سياحيه متكامله لما يحويه من كنوز نادره مثل كنوز الملك توت عنخ امون ، و السياحه البيئيه كمحميه سيناء و رأس محمد، و و غيرها من انواع السياحه المتنوعه كالسياحه الشاطئيه فى مدن البحر الاحمر كالغردقه و شرم الشيخ .
الاستقرار الامنى : مقارنه بدول اخرى فى المنطقه ، تمكنت مصر من توفير بيئه امنه للوافدين ، مما عزز ثقه السياح فى زيارتها و جعلها مقصد سياحى متميز عن غيرها .
كل هذه العوامل انعكست بشكل كامل على انتعاش حركه السياحه و جعل مصر تجذب الوافدين اليها ، مما جعل مصر تحقق ايرادات سياحيه بلغت نحو 15,3 مليار دولار خلال العام الماضى ، حيث استقبلت مصر 14,9 مليون سائح فى عام 2023 و هو ثانى اعلى معدل فى تاريخ السياحه المصريه بعد عام 2010 ، بالاضافه الى تحقيق نمو بنسبه 25% فى اعداد السائحين الوافدين خلال الربع الاول من عام 2025 مقارنه بالفتره نفسها .
رغم هذا النجاح الملموس فى قطاع السياحه الا ان هناك تحديات تحتاج الى معالجه لضمان استمرار النمو السياحى منها تأثر بعض الاسواق السياحيه الرئيسيه بالاوضاع الاقتصاديه الاقليميه و العالميه ، و تعزيز التنوع فى المنتجات السياحيه لجذب شرائح اوسع من السياح.
فى ظل استمرار الجهود الحكوميه و الشراكات الدولية، نجد مستقبل السياحه فى مصر واعدا خاصه فى ظل التوسع فى المشروعات السياحيه الجديدة والاستثمار فى التكنولوجيا الذكيه لجذب السياح بطريقه اكثر ابتكارا ، رغم كل التحديات و الازمات، تبقى مصر ذات جاذبيه خاصه، تجمع بين عبق التاريخ و سحر الطبيعه، لتظل مصر على خارطه السياحة العالميه كأحدى اكثر الدول استقبالا للوافدين و الزوار.