نص كلمة الرئيس السيسي في بورسعيد اليوم

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، اليوم الثلاثاء ، إن الدولة تقوم بتجهيز أراضي المنطقة الاقتصادية بمبالغ باهظة من أجل تهيئتها لجذب المستثمرين.
وأضاف السيسي، خلال مداخلة مع المهندس يحيى زكي رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس: "إننا نتحدث عن أمرين هامين هما المنطقة الصناعية والمزارع السمكية، لم يذكر أحد المزارع السمكية لأنها لا توجد في تخطيط اليوم، ولكن أنا أحدثكم عن 19 ألف فدان لإنشاء أفضل المزارع السمكية".
وشدد على أن هناك أمرا هاما جدا وهو التكاليف المالية المطلوبة لتجهيز الأراضي؛ لأنها أرض سباخية شديدة الصعوبة وتحتاج تأهيلا وإعدادا وتجهيزا يتكلف أكثر من مئات الآلاف للكيلو أو الفدان الواحد.
وقال السيسي :"إذا كنا نتحدث عن 40 مليون متر أو 60 مليون متر فنحن نتحدث عن أن المرحلة الواحدة تتكلف مليارات ، أننا نعمل كل ذلك من أجل أن نعطي المستثمر قطعة أرض نضع عليها بصمة الدولة ، لذا فإنها تنفق أرقاما كبيرة جدا"..مضيفا :"إن الدولة تنفق المليارات لتجهيز الأرض التي تقام عليها مصانع تبلغ مساحتها 3 أو 4 أو 5 آلاف متر".
وأكد الرئيس أن الدولة المصرية تتكلف الكثير وتبذل قصارى جهدها لبناء مستقبل للجميع..موجها حديثه لرئيس هيئة قناة السويس مؤكدا أنه لايزال هناك حاجة لدوره في التمويل.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لا يوجد قطاع من قطاعات التنمية في مصر مطلوب العمل فيه إلا واقتحمناه..مشيرا إلى أن شبكة الطرق التي يجري إقامتها تعد جزءا متواضعا مما يتم إنجازه، وقال إنه تم خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية إنفاق نحو 4 تريليونات جنيه (أي أكثر من 200 مليار دولار).
وأضاف الرئيس أن تنمية منطقة شرق بورسعيد كان مطروحا منذ 15 عاما لكنه تأجل العمل فيه بسبب حجم الأموال الكبيرة المطلوبة..مشيرا إلى أن شبكة الطرق من القاهرة في اتجاه بورسعيد والإسماعيلية والعين السخنة سواء كانت طولية أوعرضية على امتداد من بورسعيد إلى السويس أو محور 30 يونيو، علاوة على المحاور الموجودة شرق القناة، عمل ضخم جدا وتكلفته كبيرة للغاية والهدف منها هو تهيئة النجاح للمنطقة الاقتصادية.
وتابع" إذا أردنا عمل منطقة اقتصادية في الأربع مناطق الصناعية، سواء في شرق بورسعيد أو السخنة أو شرق وغرب القنطرة والإسماعيلية كان لابد من عمل حجم هذا العمل لكى يسهم في حركة النقل..موضحا أن محور 30 يونيو والذي يبدأ من بورسعيد وحتى العين السخنة وهو مواز لطريق الإسماعيلية ـ بورسعيد بلغت تكلفته 8.5 مليار جنيه.
وأشار إلى أن هذا المشروع تم طرحه منذ 15 عاما ولم يتم عمله لأنه كان مطلوبا له بنية أساسية تخدم عليه بما فيه تجهيز الأرض شرق بورسعيد البالغة 40 مليون متر وهو يعد محورا واحدا، متسائلا" فكم حجم تكلفة المحاور والتى تبلغ مساحتها أكثر من 600 كيلو لتصل إلى 800 ك في هذه المنطقة؟ لكي تخدم على فكرة تجهيز البنية الأساسية المطلوبة من الطرق وليس من المياه الصالحة للشرب كمحطات تحلية على سبيل المثال أو صرف صحي أو أرصفة.
وقال:" أحببت أن أقول للناس في مصر إن المشروع تم طرقه قبل ذلك ولم نقم بتنفيذه فكان يحتاج إلى أموال كثيرة، وكان أمامنا خيارات نقوم بالعمل ونعطي الفرصة لكي يكون هناك عمل لأولادنا وشبابنا..ولا نقول إننا خططنا وعملنا وبعد ذلك لا تكون هناك الإمكانات التي تعمل على نجاح المشروع".
وأضاف" أقول للمهندس يحيى زكي رئيس العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لأنهم كانوا المعنيين بالموضوع هذا قبل ذلك، متسائلا:" لماذا لم يتم عمله؟، لأنه مطلوب له مليارات كثيرة، وعندما تطلب من مستثمر الحضور لمنطقة شرق بورسعيد وأن يحصل على أرض ويقيم عليها منطقة لوجستية أومصنع على محور قناة السويس وأمامك البحر المتوسط وأوروبا أو في العين السخنة وأفريقيا والمنطقة العربية أمامك فكان لابد من تجهيز أسباب النجاح للمشروع الذي نتكلم فيه.
واستطرد قائلا:" ليس هناك قطاعا من قطاعات التنمية في مصر أو قطاع من قطاعات العمل المطلوبة في مصر إلا واقتحمناه .. ولا تتصوروا أن حكايتنا شبكة طرق، وإنما شبكة الطرق في البنية الأساسية هي جزء متواضع جدا، والموضوع كبير للغاية، ونحن نتكلم في الأربع أو الخمس سنوات الماضية عن إنفاق 4 تريليونات جنيه أي أكثر من 200 مليار دولار".
وأضاف" إن البناء والتنمية أمر ما كان ممكن أن يتحقق بالتخطيط فقط وكان لابد من بذل المزيد من الجهد ليتم تنفيذه على أرض الواقع وهذا هو الدور المنوط بالدولة من أجل أبنائها وشعبها..وإنني أتحدث بالنسبة لهذه المنطقة فقط عن أكثر من 150 مليار جنيه ، ونحن كلنا كمصريين لابد أن ننتبه ونتذكر جيدا كل هذا الكلام لأن الهدف منه السير على الطريق الصحيح".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إننا حريصون في هذه المرحلة على التركيز على قطاعي الصحة والتعليم.
وأضاف السيسي - في مداخلة له خلال كلمة وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد - أننا سنطلق اليوم التأمين الصحي الشامل، وأنني أتعامل في إطار شيئين هما الصراحة والشفافية الشديدتين..إننا نتحرك في مسألتين وهما المبادرات والهدف منها التخفيف والتصدي للتحديات الصحية التي تواجه الناس، وهي بحاجة إلى تدخل من الدولة بشكل كبير لكي نحلها، وقوائم الانتظار حيث تم من خلالها إجراء 300 ألف عملية في عام واحد بتكاليف 2 مليار جنيه..مشيرا إلى أنه عندما تم البدء في المبادرة ذاتها كان الرقم المطروح أمامنا هو 18 ألفا.
وتابع "إننا نهدف من وراء هذه المبادرات أن لا نترك شيخا أو طفلا أو امرأة بحاجة إلى علاج مكلف وبالتالي فنحن مستمرون في تحمل التكلفة المالية، ودخلنا بهذه المبادرات لكي نحل مسألة المدة الزمنية التي ينتظرها المرضى وصولا إلى التأمين الصحي الشامل".
وحول مبادرة القضاء على فيروس سي.. قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه كان تحديا بالنسبة لنا ويؤلمنا كمصريين، وتم بحمد الله عمل الفحص الشامل خلال الفترة الماضية واستطعنا الوصول إلى المواطنين الذين هم بحاجة إلى العلاج.
وتابع الرئيس السيسي "نقوم بعمل فحص للأمراض غير السارية وهي الضغط والسكر والسمنة، وعقب ذلك تم الدخول إلى الجامعة وشباب الثانوية"، مضيفا أنه لابد من إجراء فحص لفيروس سي للطلبة قبل بدء كل عام دراسي على حساب الأسر بتكلفة قدرها 20 جنيها للاختبار، لكي نتأكد من أن الجيل كله في مراحل التعليم المختلفة وصولا إلى الجامعة يتم الكشف عليهم سنويا وعلاجهم.
وبشأن علاج السرطان..قال الرئيس السيسي "كان هناك 12 - 13 ألف مصابا، وقلنا نتصدى كدولة ويتم علاج هذا الموضوع والفحص أيضا ونعطي الوعي المطلوب، ونحن نسير في هذا الموضوع".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي:"إن المواطن كان يدفع في السابق لنفسه فقط ولكنه الآن سيدفع لنفسه ولأسرته ، عندما أطلقنا المرحلة التجريبية خلال الـ3 أشهر الماضية لم نتعامل بهذه الطريقة، إلا أنني أقول هذا الكلام كي يساعدنا الإعلام والرأي العام في هذا الموضوع حتى ننجح ".. مضيفا : "إن هناك جزءا ستقدمه الدولة بلا تردد لأنه مخطط له وموضوع ميزانيته..مشددا على ضرورة أن يلتزم المواطن باشتراك التأمين الصحي الشامل لإنجاح المنطومة إلى جانب التزام الدولة بنصيبها.
وبالنسبة للمستشفيات الثمانية..قال السيسي: "إننا رفعنا كفاءتها وجهزناها وقمنا بتزويدها بأطقم طبية بشكل غير مكتمل انتظارا لرؤية نتائج التشغيل ، هل سنتحتاج استكمال العدد بنسبة 100 % أم أن هذه النسبة يمكن أن تحقق المطلوب لأنها تكلفنا الكثير كما قمنا برفع كفاءة المراكز الطبية وجهزناها بالشكل الملائم"..مشيرا إلى أن الدولة تتحمل تكاليف الأموال المخصصة لصالح العلاج.
وأضاف : "كل الأفكار والأسس التي أجريت خلال الـ 30 أو الـ 40 سنة الماضية من أجل الحصول على علاج مناسب لم تحقق النجاح المنشود ؛ لأن الشق الذي بنت عليه الدولة فكرتها واستراتيجيتها لتحقيق الهدف من المشروع كان دائما يتعسر في المنتصف".. داعيا الجميع للعمل سويا لتحقيق الأهداف المرجوة.
وقال :"إن مشروع التأمين الصحي الشامل هو مشروع تكافلي يتكاتف من خلاله الغني والفقير لمساعدة المرضى في علاجهم الذي قد يكلفهم مئات الآلاف"..مشيرا إلى أن الدولة لها أيضا دور كبير في هذا الصدد.
وأكد الرئيس التزام الدولة بدورها في موضوع التأمين الصحي الشامل حيث تم التخطيط له مسبقا..داعيا المواطنين للتعاون مع الدولة لإنجاح هذا المشروع..لافتا إلى أن هناك بعضا من الناس يروجون بشكل يسيء للأمر قبل أن يتم إطلاقه من أجل إفشاله وهذا لا نقبله.
وطالب السيسي ، في الختام ، الأطقم الطبية التي تعمل في المستشفيات والمراكز بالتعاون مع الأجهزة المعنية لإيصال رسالة حقيقية للمواطنين مفاداها "أننا دولة إذا خططت لأمر قادرة على إنجاحه وتنفيذه".
بعد ذلك أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية.
وقال الرئيس السيسي : "بسم الله الرحمن إيمانا منا بحق كل مواطن في الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لأعلى معايير الجودة وتحقيقا لحلم طال انتظاره ومن أجل مستقبل يستحقه أبناء هذا الوطن العظيم وانطلاقا من مدينة بورسعيد الباسلة ، أعلن اطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل بجمهورية مصر العربية".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة تعمل على إطلاق مصانع متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر لطرح منتجاتها أمام رجال الأعمال والمستثمرين لإبراز الصناعات ذات الطلب الكبير، والتي انتهت دراسة الجدوى الخاصة بها بالفعل، وذلك لتقليل الاستيراد من الخارج.
وقال السيسي "عملنا على مكونات ممكن تصنيعها خلال الفترة الماضية، كما عملت الدولة على طرح ذلك لرجال الصناعة على أساس إبراز شركات متوسطة أو صغيرة أو متناهية الصغر تعمل في تلك المجالات، لأن دراسات الجدوى الخاصة بها منتهية بالفعل، وعليها طلب كبير، ونحن نستوردها من الخارج".
وأضاف "مصنع الأحذية الموجود بالمناطق الصناعية بجنوب الرسوة التي قمنا بافتتاحها اليوم، قد أصدرنا كل التراخيص اللازمة لتلك المنشآت، حتى تتيح كل مجموعة منها، خضعت للدراسة والبحث، العمل في إنتاج الملابس الجاهزة أو الغزل والنسيج أو الصناعات الهندسية وغيرها".
وتساءل السيسي قائلا "هل مصنع الأحذية على سبيل المثال، تم تنفيذه طبقا للمواصفات المناسبة لطرحه أمام المواطنين، لو الإجابة، نعم سيكون أمرا جيدا، ولو الإجابة لا، نحتاج من وزارة الصناعة والتجارة ومراقبة الجودة، أن تكون المنتجات المنفذة لها من الجدارة، ما يؤهلها للطرح بالسوق المحلي والتصدير"، وتابع "وتلك ملحوظة عامة أوجهها لزملائي المتواجدين حتى يتم تغطية كل الاعتبارات، وأصر على أن تكون جميع المنشآت جاهزة ويتم تشطيب جميع المرافق".
وقال السيسي "نحن كدولة تحرص على إنهاء كل التحديات والمعوقات التي تواجه الصناعة، نتحرك دائما باهتمام وتركيز على أن تأخذ تلك المشروعات الصناعية قوة دفع أساسية من أجل التشغيل وزيادة الناتج المحلي وإيجاد فرص للتصدير للخارج، وتقليص الواردات بقدر الإمكان".
ووجه الرئيس السيسي حديثه لوسائل الإعلام، قائلا "على سبيل المثال سيتم التسويق لمائة منتج عبر وسائل الإعلام، ونشير إلى أن تلك المنتجات نستهلك منها الكثير في مصر، ونستوردها من الخارج بقيمة تعادل مثلا 50 مليون دولار، فإن أتيحت لنا فرصة إنتاج تلك المنتجات في مصر، وإتاحة سوق مناسبة لها، سيتم طرح هذا المشروع لمدة كافية ووضعه على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى نقول لشبابنا والراغبين في الاستثمار بمصر، أننا سنتيح الفكرة والمشروع الذي تتوفر له الفرص، والتي توصلنا لها من خلال حجم الاستيراد الذي نقوم به لهذا المنتج"..داعيا رجال الصناعة لاغتنام الفرصة وتنفيذ المنتج بنفس الكفاءة.
ووجه السيسي، في ختام كلمته، التحية والتقدير والشكر لكل المشاركين في المشروعات التي تم افتتاحها اليوم سواء كان من القوات المسلحة أو من الحكومة أو من الشركات الوطنية العاملة في هذه المشروعات.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أنفاق 3 يوليو جنوب بورسعيد والتى تعد من أكبر المشروعات القومية، وتربط منطقة جنوب بورسعيد بسيناء.
وحرص الرئيس السيسي على التقاط الصور التذكارية مع عدد من الأطفال هناك، كما أدى عدد من التلاميذ أوبريت استعراضيا تحت مسمى (وش الخير)، وشهده الرئيس قبل تفقد الأنفاق.
كما قام الرئيس بجولة تفقدية داخل أنفاق جنوب بورسعيد..واستمع لشرح فني حول عمل أنفاق 3 يوليو للمهندس أحمد سعيد مدير تشغيل أعمال الكهروميكانيكية بالمشروع عن تحالف شركتي المقاولون العرب وأوراسكوم حيث قال إن المشروع مصمم طبقا لأعلى معايير الأمن والسلامة العالمية لتوفير رحلة آمنة وسالمة لمستخدمي الأنفاق وأثناء فترة عبورهم والتي لا تزيد على 6 دقائق، كما أنه مصمم لاستيعاب كثافات مرورية عالية تصل إلى 2000 مركبة في الساعة وأيضا التعامل مع حالات الطوارئ الخطيرة وحتى شديدة الخطورة .
والتقط الرئيس السيسي صورة تذكارية برفقة عدد من الوزراء والمهندسين والضباط الذين شاركوا في إنجاز مشروع أنفاق "3 يوليو" جنوب بورسعيد .